للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الحَصَى: صغارُ الحجارة: مثلُ بَعَر الغنم (أي في القَدْر) وحصاة المسك: قطعة صُلبة توجد في فأرة المسك ".

° المعنى المحوري تماسك الشيء في عُقَد صغيرة صلبة. كحصاة المسك وكحَمَى الحجارة. ومن التماسك قالوا: "حَصَاهُ حَقَّه يحصوه: مَنَعه (إمساك كأن الأصل: حصا عنه حقه). والحصاة: العقل " (يمسك المعلومات -كما سَمَّوْه عَقْلًا وحِجرًا. وفيهما معنى الإمساك) وقالوا "حَصَاة اللسان: ذَرابته " (قوة تعبير وتأثير- من جنس الشدة والصلابة).

ومن كثرة الحصى نفسه: "الحصى: العدد الكثير. والإحصاء: العدّ والحِفْظ " (قال الراغب إن مأتى استعمال هذا اللفظ في العدّ أنهم "كانوا يعتمدونه أي الحصا في العدّ كاعتمادنا على الأصابع "اه. وهذا جيد، وقد أثِر في عد التسبيح [ينظر التاج الجامع ٥/ ٩٢] وتأويل الفعل (أحصى) على هذا: عارَضَ الأشياء بالحصا أي جعل لكل معدودةِ حصاةً، وبهذا يتحقق العدّ وكونه حاصرًا. فالإحصاء غير الحزر وبابه {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} [المجادلة: ٦].

{وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: ١٢]، {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف: ٤٩] وكل ما في القرآن من (أحصى) ومضارعه وأمره فهو من هذا، إلا ما في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [المزمل: ٢٠]: فقد صحح [قر ١٩/ ٣٥] أن المقصود احصاءُ قدْر الليل، وحقائقه، وضغف القول بأن المراد الإطاقة. في حين أن هذا الأخير أولى وأجدر بالمراد؛ لأن المراد ليس عدّ ساعات الليل

<<  <  ج: ص:  >  >>