للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْيَقِينِ} [الواقعة: ٩٥] ومثله قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (١٦)} [ق: ١٦] لم والحبل هو الوريد فأضيف إلى نفسه لاختلاف لفظ الاسمين. اه [ل] .. وأقول إن الإضافة هنا للتخصيص إذ ليس كل حبل وريدًا. وعن نفس الآية قال الزجاج: نصب قوله {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} أي وأنبتنا فيها حب الحصيد، فجمع بذلك كل ما يقتات من حب الحنطة والشعير وكل ما حُصِد كأنه قالِ وحب النبت الحصيد " [ل].

ومن جفاف الممتد مع اكتمال حاله "الحصَد: اشتداد الفتل واستحكام الصناعة في الأوتار والحبال والدروع. استحصد الحبل: استحكم. دِرْع حَصْداء: صُلبة شديدة محكمة "ويقال للخَلق الشديد أحصَدُ مُحصَدٌ حَصِدٌ مُستَحصِد ". ومن معنوى هذا المعنى الجزئي ومجازه "رجل مُحْصَد الرأي: محكَمه سديدُه -على التشبيه بذلك (أي بالحبل المحصد) واستحصد حَبلُه: اشتد غضبه. واستحصد القومُ: اجتمعوا وتضافروا ".

ومن مجاز الجزّ والمجزور {فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} [يونس: ٢٤]، {حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} [الأنبياء: ١٥] {مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ} [هود: ١٠٠] القائم العامر أو الخاوي على عروشه، والحصيد الخراب المستأصل كالزرع المحصود، [قر ٩/ ٩٥]. وجاء في قوله - صلى الله عليه وسلم - وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، أي ما قالته الألسنة من الكلام الذي لا خير فيه. واحدتها حصيدة، تشبيهًا بما يحصد من الزرع إذا جُزّ، وتشبيها للسان وما يقتطعه من القول بحدّ المنجل الذي يُحصَد به "اه [ل].

<<  <  ج: ص:  >  >>