للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناحيتا الرأس والإناء وغيرهما. بقى من شعر الأصلع حِفَافٌ وهي الطُرّة من شعره حول رأسه. والمِحَفّة: رَحْل/ هَوْدَجٌ يُحَفّ بثوب ثم تركب فيه المرأة ".

° المعنى المحوري إحاطةٌ بجفاف تُنهِى امتدادَ الشيء أو الامتدادَ إليه (١). كما يحُفّ القوم بسيدهم، وكما يحف الهودج بالمرأة أو الثوب بِعيدَانِه، وكحِفَاف الرأس والإناء والجبل. ومن حَفّ القوم بسيدهم {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ}. ومن إحاطة شيء شيء {وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ} [الكهف: ٣٢]. ومن لحظ الانتهاء إلى الحافة المحيطةِ "إناء حَفان: بلغَ الماءُ وغيرُه حِفافَيه. وهو على حَفَفِ أمْرٍ أي ناحية منه وشرَف ". ومنه "حَفّان الإبل والنعام: صغارُها (حواليها) والحَفّان: الخدَم " (حول سادتهم). ومن هنا قالوا في تفسيره "مَنْ حَقنا


(١) (صوتيًّا): تعبر (الحاء) عن احتكاك بعرض وجفاف، والفاء عن نفاذ الكثيف أو إبعاده بقوة وطرد، والفصل منهما يعبر عن منقطَع جرم الشيء كحِفاف الجبل والإناء والرأس عندها ينقطع الجِرم. وفي (حفو حفى) تضيف الواو معنى الاشتمال، ويعبر التركيب عن نحو القشر والإزالة لما على محيط الشيء ووجهه كالمغطى له المشمل عليه كاحتفاء المرعى. وفي (حيف) ترسط الياء بمعنى الاتصال، ويعبر التركيب عن الاقتطاع من الجانب (المحيط) بالشيء كما في التحيف. وفي (حَفَد) عبرت الدال عن الاحتباس، ويعبر التركيب عن زيادة خارجية على الشيء تحتبس أي تُمسك وتثبت كالوشى في ظاهر الشيء مع ثبوته، والمكيال يضاف به مقدار ثابت، والمحفِد مستقرّ (= محبس) السنام المرتفع (زيادة). وفي (حفر) عبرت الراء عن استرسال، ويعبر التركيب عن استرسال الاقتطاع من وجه الأرض كما في الحفيرة البئر. وفي (حفظ) عبرت الظاء عن نفاذ بغلظ، وعبر التركيب عن أن النافذ المحيط بالشيء قوي غيظ أي عن إحاطة الشيء بقوى غليظ يحفظه فلا يضيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>