للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكصوت الناقة مع ما توحيه ضَخامة جسمها من شِدّة لا تأتى بذلك الصوت الرقيق الممتد، وكصوت القوس والسهم والطسْت الرقيق الممتد مع إِصْماتهن. وكذا ريحُ الزيت والجوز حادّة من فَساد لطيف أي خَفِيٍّ يتخلل باطنها. ومنه: "الحنّان كشداد: الطريق الواضح " (خط دقيق واضح ممتد بين ما حوله من الأرض).

ومن ذلك الأصل: "الحَنَان -كسحاب: الرَحْمة والعَطْف (فعل أو شعور رقيق من رَحْمة في قلب فاعله) {وَحَنَانًا مِن لَّدُنَّا} أي وفعلنا ذلك رحمة لأبويك [تاج] والحنّان في صفة الله تعالى ذو الرحمة والتعطف " [تاج] "والحِنّة -بالكسر: رقة القلب، حَنْحنَ: أشفق. والحَنين: الشوق وتَوَقان النفس " (مشاعر رقيقة لطيفة تخامر النفس بقوة).


= لطيف في الجوف (أو منه)، والفصل منهما يعبر عن امتداد لطيف من جوف صلب أو قوي كالزهر من الشجر، وكالصوت الرقيق من الناقة والقوس إلخ. وفي (حين) تتوسط الياء بمعنى الاتصال ويعبر التركيب عن اتصال اللطف (فراغًا) في أثناء الشيء تتأتى منه الظرفية والهلاك. وفي (حنث) تزيد الثاء التعبير. عن (نفاذ) الخشن أو الغليظ الكثير، ويعبر التركيب عن ثقل بالغ كأنما بنفاذ الغليظ إلى أثنائه كالحِنْث: العِدْل الثقيل وفي (حنج) تعبر الجيم عن جرم كبير لكن هلامي وله حدة ما، ويعبر التركيب عن ميل التواء وانثناء. والشيء إذا انثنى أضعف حجمه وكبر. وفي (حنجر) تعبر الراء عن استرسال، ويعبر التركيب عن استرسال الالتواء والانثناء حتى يَكوّن ما يشبه القناة المتسعة كما هي حال الحنجرة. وفي (حنذ) تعبر الذال عن نفاذ شيء ذي غلظة ولزوجة، ويعبر التركيب عن نفاذ الرطوبة والغضوضة من أثناء اللحم ونحوه بالحرارة كما في الحَنْذ. وفي (حنف) تعبر الفاء عن إبعاد بطرد وقوة، ويعبر التركيب عن ابتعاد النافذ من الأثناء بقوة عن الاستقامة في اتجاه نفاذه كالرِّجْل والقوس الحنفاوين. وفي (حنك) تعبر الكاف عن ضغط غئوري دقيق تتأتى منه شدة التماسك كما في باطن الحنك.

<<  <  ج: ص:  >  >>