للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للحجارة يراد به إبعاد المرمى لكن بإصابته.

وفي قوله تعالى: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (١٠٨)} [المؤمنون: ١٠٨] هو من ذلك الإبعاد عن الحوزة؛ لأن خروجهم من النار يُقرّب احتمال العفو والقرب، وتكفل الظرف "فيها "ببيان موقعهم بعد ذلك.

وقوله تعالى: {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: ٦٥] ومثلها ما في [الأعراف: ١٦٦] أي مُبْعدين اه لكن في [ل]، "الخاسئ المبعد، ويكون الخاسئ بمعنى الصاغر القميء "هـ والمعنى الثاني لازم للأول فالمعنيان تتأتى إرادتهما معًا.

ومن ذلك "خسأ بصرُه (منع) إذا سَدِرَ وكلّ وأعيا "فخلاصة هذا تعطل قوة البصر، وهي قوة دقيقة خفية أي انتفاؤها ولو مؤقتًا. وهذا الانتفاء من باب الإبعاد من أثناء الحوزة التي هي هنا جوهرة العين {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (٤)} [الملك: ٤] "لم يَرُد با يهوَى (فكأنه فقد قوة الإبصار) أو خاشعًا صاغرًا " [قر ١٨/ ٢٠٩] {اخْسَئُوا فِيهَا} [المؤمنون: ١٠٨] ابعَدوا في جهنم [قر ١٢/ ١٥٣].

وفي [ق] "الخسئ: الرديء من الصوف "فهذا من فقد تماسك الأثناء وهي قوة يتميز بها الصوف الجيد.

(خسر):

{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٧٨)} [الأعراف: ١٧٨].

"الخاسر: الذي يَنْقُص المكيال والميزان ... والخاسر: الذي ذهب مالُه وعقلُه أي خَسرهما. خَسَرتُ الميزان وأخْسَرته: نقصتُه. وكذا خَسَرتُ الشيء (ضرب):

<<  <  ج: ص:  >  >>