للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(خمر):

{وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} [محمد: ١٥]

"الخُمْرة -بالضم وبالتحريك: ما خامرك من الريح/ الرائحة الطيبة. يقال وَجَدْتُ خُمْرَة الطِيب أي ريحَه. والخمير والخميرة: التي تُجْعل في الطين والعجين. وبقال اختمر الطيب والعجين. وخُمْرَة اللبن -بالضم: رُوبتُه التي تُصَبُّ عليه ليروب سريعًا. ويقال "توارَى الصيدُ عنى في خَمَر الوادي ". الخَمَر -بالتحريك: ما واراه من جُرُفٍ أو حَبْلٍ من حبال الرمل .. أو شَجَرٍ أو جَبلٍ أو نحوها. ومكان خَمَر -بالتحريك أيضًا: ساتر بتكاثف شجره ".

° المعنى المحوري جنس من السَتْر اللطيف: كما تستر الرائحة الطيبة الشيء بأن تغشاه فتغلبه وتحول دون غيرها، وكاختمار الطيب والنبيذِ وكذا العجين والطين واللبن بتولُّد غازات نَفَّاذَةٍ في أثنائها تحُسُّ شَمًّا أو ذوقًا ولا تظهر للعَين، وكاستتار الصيد في أثناء الشجر وبَطْنِ الجُرُف ووراءَ الرمل والجبل فتُخفيه أي تستره. ومن هذا الأصل سميت الخَمر لإسكارها وهو شعور بالتخدّر أو نحوه يسري في الجسم فيضعف إحساسه، وفي العقل فيضعف وعيه. وعبارتهم في هذا أن خُمْرتها -بالضم، وخُمَارها -كصداع: "ما خالط من سُكرها ". وكلام ابن الأعرابي أنها "تُركت فاختمرت، واختمارها تغير ريحها "لكن الأثر في خمر الدنيا السكر وفي خمر الآخرة اللذة، كما قال عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} [محمد: ١٥]، وقد جاء في القرآن بشأنها .. {كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا} [الإنسان: ١٧]، وأنها {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} [الصافات: ٤٧]. وكل ما في القرآن من التركيب هو (الخَمْر)، (خمُر) جمع خمار، وستأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>