للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجله تغوص فيه فلا يكاد ينتقل). دب القوم إلى العدُوّ دبيبًا إذا مشوا على هِينتهم لم يسرعوا. دَبَّ الشيخ: إذا مشى مشيًا رويدًا. غُلَيّمٌ يُدَبَّب: أي يُدَرَّج في المشي رويدًا ".

° المعنى المحوري حركة بطيئة أو خفية لثقل عظيم (١) (أي تكون من بطئها لا تكاد تلحظ): كالناقة الدَبُوب، وكالجمل إذا وقع في الرمل، وكما يَدِبّ الشيخ والطفل لزيادة ثقلهما عن طاقتهما، ودبيب القوم الموصوف قد يكون حقيقة وهم ثقال لأنهم (قوم) أي كثيرون، وقد يكون البطء مُتَوهَمًّا من كثرتهم فلا تبدو حركة جماعتهم قوية -كما يسمى الجيش زَحْفا، وليس من شأنه الزحف، ولكن كثرته تبدي حركته بطيئة. وأرى أن من ذلك تسمية "الدُبّ "ذلك "الضرب من السباع "لأنه بَدِين "ثقيل الحركة، وكذلك "الدبابة التي كانوا "يتخذونها للحروب يدخل فيها الرجال ثم تدفع في أصل الحصين فينقبونه وهم في جوفها (أي مستترون بها من سهام العدو) سميت بذلك لأنها تُدْفَع فتدب " (وهي مع ذلك ثقيلة بما تجهز به لتحميهم من السهام وتمكنهم من النقب).


(١) (صوتيًّا): الدال تعبر عن الضغط الممتد والاحتباس ويتأتى من الامتداد الحركة لأنها امتداد من مكان لمكان، والباء تعبر عن تجمع مع تلاصق ما، والفصل منهما يعبر عن ثقل عظيم مع بطء الحركة أو خفائها. (الثقل يكون من تجمع كتلة الشيء كالناقة الدبوب) وفي (دأب) تضيف الهمزة مزيدًا من الضغط والدفع، فيعبر التركيب عن استمرار الحركة ونحوها بجدّ واجتهاد في السير والعمل كأنما عن دفع وضغط. وفي (دبر) تزيد الراء التعبير عن الاسترسال، ويعبر التركيب عن الامتداد (= الاسترسال) بقوة حتى أقصى الشيء أو نهايته كالدَّبَرة والدُّبُر.

<<  <  ج: ص:  >  >>