للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسار هو كالمطاردة). {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ} [يونس: ٩٠] (لحقه وتمكنّ منه) {لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى} [طه: ٧٧]، {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء: ٦١]، {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا} [الأعراف: ٣٨] (أي تداركوا: لحق بعضهم بعضًا). ومنه: "طعْنٌ دِرَاكٌ: متلاحق "أي متتابع يلحق التالي سابقَه {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ} [النمل: ٦٦] أي تلاحق وتتابع على إنكارها [قر ١٣/ ٢٦٦]. ثم أضرب عنه إلى شكهم، {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا}، ثم إلى عماهم {بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ}. [بحر ٧/ ٨٧ - ٨٩].

ومن ذلك "تدارُك ما وقع من أمر غير مرغوب: لحاقه بما يتلافاه أو بما يُصْلح قبل أن يَثْبُتَ ما وقع به {لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ} [القلم: ٤٩].

وعن ذلك اللحاقِ والالتحامِ جاء معنى إدْراك الحاجة والمَطْلَب، والإدراكُ بالبَصَر (التقاطٌ وتحصيل للشيء أو لصورته أي إمساك بها) وكذا الإدراك العِلْمي إمساكٌ أو لحاق بالمعنى أو المدرَك في العقل {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: ١٠٣]. (ويعبر الدارس الآن عن فهمه فيقول: وصل المعنى أو وصلت الفكرة).

(دره):

"دَرَه على القوم: هَجَم من حيث لم يحتسبوه. هو ذو تُدْرأ وذو تُدْرَهٍ: إذا كان هجّامًا على أعدائه عن حيث لا يحتسبون. درهَ القومَ: جاءهم من حيث لم يشعروا به ".

<<  <  ج: ص:  >  >>