للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري هو: حَيِّز محيط يُسكَنُ فيه أي يُسْتَقَرّ: كالبيت في ما وُصِف. قال تعالى: {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا} [الأعراف: ٧٤]، {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} [النحل: ٦٨]، {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} [العنكبوت: ٤١]، {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا} [النحل: ٨٠] فكل تلك مستقرات ومساكن، ومنها كل كلمة (بيت) وجمعه (بيوت). وهو لكل شيء بحسبه. وينبغي التنبه إلى أن "البيت "عند العرب هو ما يعرف عندنا بالحجرة. ولأن الكعبة شَرَّفها الله تعالى على صورة الحُجرة سميت بيتًا. وهي المراد بكل كلمة (بيت) إذا وردت في الكلام عن بناء إبراهيم البيت، أو عن عبادة رب البيت، أو عن الحج، أو وُصِف البيت بالمبارك، أو الحرام، أو العتيق، أو تقبيح المُكاء عنده. {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} [الطور: ٤] هو بيت في السماء مُسامت للكعبة، وقيل هو الكعبة [بحر ٨/ ١٤٣ - ١٤٤].

وبما قدمنا من أن معنى البيت هو الحجرة يفهم قوله تعالى: {... لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} [الأحزاب: ٥٣] مع قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [الحجرات: ٤]. وقد فُسّر البيت في قول نوح عليه السلام {وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا} [نوح: ٢٨] بالسفينة - واللغة تجيزه، لأنها وهي بين الأمواج توفر لمن فيها أَمْنًا يساوي استقرار البيت. وفي {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} [هود: ٧٣] فهذا دعاء لآل بيت سيدنا إبراهيم لأنه بيت معهود من سياق القصة. وهو يشمل آل بيت سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -لأنه - صلى الله عليه وسلم - حفيد الخليل عليهما صلوات الله وسلامه. {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}

<<  <  ج: ص:  >  >>