للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [البقرة: ٢٣]، أي ادعوا ناسًا يشهدون لكم أي يشهدون أنكلم عارضتموه (أي القرآن) [قر ١/ ٢٣٢ - ٢٣٣]، والدعوة إلى الله عز رجل أي طلب اتخاذ عبادته دينًا {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ} [الأحزاب: ٤٦]. وكل ما عُدّى بـ (إلى) أو باللام فهو من الدعوة إلى دين أو عمل وبعض ما هو بهذا المعنى مُعَدًّى بنفسه.

والوسيلة المادية المألوفة لدعاء شخص ليحضر أو ليعمل شيئًا هي الصياح به "دعوتُ فلانًا: صحت به واستدعيته "، وبمعنى الصياح ما في [البقرة ١٧١، الأعراف ٥، يونس ١٠، الأنبياء ١٥، ٤٥، الشعراء ٧٢، النمل ٨٠، فاطر ١٤]. ومنه بمعنى النداء استلفاتا أو استحضارا، أو استنهاضا ما في [البقرة ٢٢١، ٢٦٠، ٢٨٢، آل عمران ٦١، ١٥٣، الأنفال ٢٤، إبراهيم ١٠، الإسراء ٧١، ١٥٢، النور ٤٨، ٦٣، القصص ٢٥، ٤١، الروم ٢٥، الأحزاب ٥٣، فاطر ٦، ١٨، ص ٥١، فصلت ٣١، ٤٩، الجاثية ٢٨، القمر ٦، الملك ١٧]. ومن صور هذا: الاستغاثة كما في [الأعراف ١٩٣، ١٩٥، هود ١٣، القصص ٦٤، سبأ ٢٢، الأحقاف ٥، العلق ١٨]. وفى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} [البقرة: ١٧١]، ذكر في [قر ٢/ ٢١٤ - ٢١٥] أن المراد: أ) إما تشبيهه - صلى الله عليه وسلم -في دعوته الكفار الذين لا يستجيبون بالراعي الذي ينعق بالغنم والإبل فلا تسمع إلا دعاءه (أي صياحه) ونداءه ولا تفهم ما يقول، ونسب قر هذا التفسير إلى ابن عباس ومجاهد وغيرهما ونقل عن سيبويه قوله "لم يشبّهوا بالناعق وإنما شُبِّهوا بالمنعوق به "اه.

<<  <  ج: ص:  >  >>