للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَحْمًا المتناهي السِمَن. وقد دُمّ البعيرُ -للمفعول: كَثُر شَحْمه ولَحْمُه حتى لا يجدُ اللامسُ مسَّ حَجْم عَظْيمٍ فيه ".

ومنه "الدَيْموُم: المفازة لا ماءَ بها (ملتئمةُ السَطْح لا آبارَ فيها -والآبارُ خُروق في سَطْح الأرض) ودَمْدَمْتُ عليه القبرَ ونحوه: سَوَّيته (بالأرض بعد سد فجوته) وتَدَمْدَم الجُرْح: أي (التأمتْ فتحتُه) ودَمْدَمْت الشيءَ: ألزقته بالأرض (سويته بها أو فوقها بضغط شديد). {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا}: أَرْجَفَ الأرضَ بهم -[قر ٢٠/ ٧٩] (أي فهُدِّمَت مساكنهم عليهم ودُفِنُوا تحتها، أو ابتلعهم الأرض واندَمَّتْ عليهم).

ومن الأصل: "الدُمَادِم -كتُمَاضِر: شَيءٌ يشبه القَطِران يسيل من السَلَم (السَلَم شجر) (فهذا الدُمادم يُطْلَى بِه ظاهرُ الشيء فيسدّ شقوقَه) وكذلك الدَمُّ (بتضعيف الميم بمعنى الدَم المعروف فهو حشو لأجواف العروق) ومثله الدِمَّةُ بالكسر: البَعْرة (أو لأن الأرض تُدَمّ بالبعر أي تغطَّي به تسميدًا لها)، والقَمْلة الصغيرة (بين الشعر أو الثياب).

ومن الأصل "الدُمَادِمُ من الأرض -كتُمَاضر: رَوَابٍ سَهْلَةٌ (مدكوكة على


= أضيفت دفعة الهمزة، فعبر التركيب عن نحو دَسّ الشئ في نحو الغلاف كالأديم والإدام. وفي (دمر) تعبر الراء عن الاسترسال فيعبر التركيب عن استرسال غشيان الظاهر حتى يعم ما يغشاه كدخان المدمر. وفي (دمع) تعبر العين عن التحام مع رقة. ويعبر التركيب عن سيلان رقيق (مائع) من جسم يبدو ملتحمًا كالدمع من العين. وفي (دمغ) تعبر الغين عن نحو الغشاء الغليظ، ويعبر التركيب عن غليظ أو شديد يغشى الشيء من أعلاه، كالدماغ في الجمجمة ودوامغ الطلع والرَّحْل والسقاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>