للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخبز كاللَحم والسَمْن والعَسَل والرُبّ والزَيت والخَلِّ ونحوها ... " [انظر قر ١٢/ ١١٦].

° المعنى المحوري غلافٌ أو نحوُه (طيب أو مناسب) يُمْسِك الشيءَ ويطيْب ظاهرَه أو يُسِيغُه ويجعله مألوفًا. كأديم الأرض والسماءِ. وجِلْدُ كلّ شيءٍ يصوّر هيئته ويُخْرجه من الفَجَاجة، وكالإدام يحيط بالخبز ويُسِيغه. ومنه "الإيدامة، الأرضُ المستوية الصُلْبة من غير حِجارة، والأَدَم -محركة: القَبْر (ظاهر مستو يستر الميت تحته) وأديم الليل: ظلمته وأديم النهار: بَيَاضه " (كلاهما كالغشاء: الأسود أو الأبيض يحيط بالأرض ومَنْ عليها).

ومن معنوى الأصل "الأُدْمَةٌ -بالضم: القرابة والوسيلة والخُلْطة. بينهما أُدْمة أي خُلْطة، وهو أُدْمَتِى إليك أي وَسِيلتي (إيصال = إمساك من إمساك الغلاف الشيء، مع طيب ذلك ولطفه) وأَدَمَ (بينهم): لأَمَ وأَصْلَح ووَفَّقَ وأَلَّف. وفي الحديث "فإنه أحرى أن يؤدم بينكما "أي يُلْأمَ وتكونَ بينكما محبةٌ واتفاق " (تماسك مع صلاح).

ومن الأصل جاءت "الأُدْمَة -بالضم في الإبل: لونٌ مُشْرَبٌ سَوَادًا أو بياضًا (فهي لون يُحِيط وَيضُمُّ لونًا آخر تحته) وسيدنا آدم - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - قالوا سمي كذلك لأُدْمة أي سُمْرة جَعَلها الله فيه، أو لأنه خُلِقَ من أديم الأرض [ل، قر- ١/ ١٧٩] والقول الثاني وجيه له سند، ويمكن أن يكون سُمِّي كذلك لأنه الْتَأَمَ وصارَ بشرًا سويًا بنفخ روح الله فيه حتى صار البدن غلافا لأَنْفس محتوى {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر: ٢٩]، وبالعقل الذي زَوَّدَه به الباري عز وجل ومَيّزه على سائر الحيوانات، وبعبارة أخرى فإنه

<<  <  ج: ص:  >  >>