للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثلُها قبل الوصول إلى المشار إليه. فهو بالغ الصعوبة أو يفسّر بأن خرط القتاد أقل أذى من المشار إليه.

ولأن المنخفض قريب التناول استُعملت في معنى قرب المسافة قبل شيء آخر: {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ} [القصص: ٢٣]، أي قبل أن يصل إلى الناس وجدهما تكفّان غنمهما عن الذهاب في اتجاه الماء. ومثل هذه ما في [الفتح ٢٧، الطور ٤٧].

ومن كوِن الشيء أقربَ من شيء بعدَه، استعملت في معنى الاختصاص بالشيء من حيث إن الأقرب إلى الشيء يحوزه أولًا قبلَ غيره، ثم دونَ غيره. {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} [البقرة: ٩٤]، وكذا في قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}. ويئول هذا الاختصاص إلى معنى الغيرية {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} = من غير المؤمنين {خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: ٥٠] أي هبة النساء أنفسهن مختص بك لا يجوز أن تهب المرأة نفسها لغيرك [بحر ٧/ ٢٣٤]. وبهذا جاء التركيب (من دون الله) (من دون الرحمن) (من دونه) في سياق التعبير عن اتخاذ الكفار آلهة غير الله تعالى.

(دين):

{وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: ٨٢]

"الدَيْن -بالفتح- معروف (مال يلزم المدينَ في ذِمَّته). قال في [ق]: هو ما لَه أجل. وما لا أجل له فقرض "والمَدِين: العبد، والمدينةُ: الأمة المملوكة. ودِنْته: مَلكته ".

<<  <  ج: ص:  >  >>