للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتتابعة في الفم إلى الجوف، والحائطِ يهوِى كلُّه إلى الأرض. ومنه: "الدَهْر: النازلة. دَهَرَهُم أمرٌ: نزل بهم مكروه، وما دَهْرى كذا: ما همِّي وغايتي " (النازل من المكروهات يشغَل ويستوعِبُ حقيقةً بالجَوْح ونحوه من النقص أو مجازًا بالشَغْل به والاهتمام كما يعبر عن ذلك بالأخذ).

ومنه: "الدَهْر: الأمد الممدود "، كأنه ظرف أو جوف لا قاع له يسترسل مرورنا فيه أو مروره علينا تظهر فيه الأمم والأجيال ثم يبتلعهم ويغيبون {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: ٢٤]. وعنه آية الرأس.

(دهق- دهدق):

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (٣١) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (٣٢) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (٣٣) وَكَأْسًا دِهَاقًا} [النبأ: ٣١ - ٣٤]

"الدَهَق -محركة: خَشَبتان تُغْمَز بهما الساق (أي تعصر بهما الساق أو الساقان وهي المِقْطَرَة والفَلَقَة). وكأسٌ دِهَاق -ككتاب: مُزعة ممتلئة. وقد أدْهَقْتُ الكأسَ إلى أصْبارها: شَدّدْتُ مَلأَها (إلى أعاليها)، ويستعمل في هنا أيضًا دَهَقَها. والدَهْق: شدة الضفط. وادَّهَقَت الحجارة (افتعل): اشتد تلازُبُها ودخل بعضُها في بعض مع كثرة ".

° المعنى المحوري صَبُّ الشيء في فَجْوة أو أثناءٍ بحيث ينضغط فيها أشد الانضغاط: كما تُصَبّ الرِجْل (١) (أي تُدْخَل وتُحْبَس) في الدَهَق مع غِلظة ذلك


(١) استعمال الصبّ في وضع الرجل في الفلقة صحيح. قال الفرزدق:
وما صبَّ رِجْلِى في حَديد مُجاشع ... مَعَ القَدْر إلا حاجةٌ لي أريدها
ل (قدر). والقدر -بالفتح- يراد به هنا القدَر -بالتحريك.

<<  <  ج: ص:  >  >>