للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري حادٌّ دقيقُ الجِرم يسبق أو ينفذ باندفاع (١): كحَدّ طَرَف السيفِ وكالنابِ وحَدّ الأسنان، وطَرَف أُذُنّى الفرس مجمع الدقة والجفاف.

ومن الحدّة في صورة الجفاف: "ذَبَّتْ شَفَتُه: يَبِسَتْ وجَفَّتْ وذَبُلَتْ من شدة العطش أو لغيره، وكذا ذَبَّ لسانُه، وجسمه: ذَبُل وهُزِل، والنَبْتُ: ذَوَى، والغديرُ: جَفَّ في آخر الجَزْء، والرجُلُ: شحُب لونُه. وصدَرَت الإبلُ وبها ذُبابة أي بقية عطش ".

ومما لحُظت فيه الطَرَفية (أو الدقة) وفيه حِدّة ما: "ذبابُ العين: إنسانُها (الصورة الدقيقة في وسط سواد العين). والذُبَابة: بقيةُ الدَيْن " (ثقل الدين جَفاء).

أما "الذباب الذي يكون في البيوت يسقط في الطعام " (هكذا عرّفوه) فقد لَحَظُوا فيه دِقّته وحِدَّة اندفاعه (امتداد) ولَدْغَه أحيانًا، والاشمئزازَ منه -وكل ذلك حدة)، {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج: ٧٣]. ومن الملحظ ذاته: "الذُبَابُ: الطاعون " (يخْتَرق بحدة،


(١) (صوتيًّا): تعبر الذال عن نفاذ ثخين رطب بدقة وقوة، والباء عن تجمع رخوُ وتلاصق، ويعبر الفصل منهما عن نتوء أو نفاذ بقوة من/ أو فى/ جرم متجمع كما في ذباب السيف والأسنان إلخ (ثخانة النافذ اعتبرت هنا غِلظا. والغِلظ عام يؤخذ منه الجفاف والحدّة). وفي (ذأب) تزيد ضغطة الهمزة قوة الخروج فيعبر التركيب معها عن قوة النفاذ من الأثناء كما في ذؤابة الجبل. واما في (ذَبَح) فتعبر الحاء عن احتكاك بجفاف وعرض، ويعبر التركيبُ معها عن شَقٍّ غائر (نفاذ) في جرم ملتحم ليس أجوف (يحقق الاحنكاك) كما في ذَبح الشاة وغيرها من رقبتها (فلا يعبر بالذبح عن بقر بطنها مثلًا).

<<  <  ج: ص:  >  >>