للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري الفطنة وحدّة الذهن والثقوب في لمح ما هو خَفِيّ غير منظور (١)، لأن الذكاء حِدّة والفطنة لمح فيؤخذ منهما ذلك النوع من النفاذ.

(ذهب):

{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: ٣٤]

"الذَهَب: معروف/ التِبْرُ. والقطعة منه ذَهَبة. ويقال: ذَهَب الرجل في القوم، والماءُ في اللبن: ضَلّ، وذَهَبَ من داره إلى المسجد [الأساس]، وذَهَب الأَثَر: زَال وامَّحى ".

° المعنى المحوري انتقال الشيء أو خلو حيزه منه (إلى حيز آخر) -كخلو حيزّ الرجل والماء منهما بانتقالهما إلى ما غابا فيه، والبر يُحوّل من هيئته إلى سبائك وحُلِيّ. وقد يكون سمي كذلك لذهابه في الأرض، أي غيابه فيها قبل التقاطه، أو لذهابه بين الناس أي جريانه بينهم لقبولهم إياه، أو لذهابه في الحجَر امتدادًا: "السام: عروق الذهب والفضة في الحجر " [انظر سوم، سيب، والخصائص ٢/ ١٢٣ - ١٢٤] وامّحاء الأثر خلوٌّ لحيزه منه: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} [الحج: ٢٣].


(١) (صوتيًّا): الذال لنفاذ ثخين رطب، والهاء للفراغ وما إليه، والفصل منهما يعبر عن نفاذ بحدة عبر الفراغ (الحدة تؤخذ من الثخانة لأنها غلظ)، كما في الفطنة التي هي لمح الخفى الذي يشبه الفراغ. وفي (ذهب) تعبر الباء عن تجمع رخو مع تلاصق ما، ويعبر التركيب معها عن انتقال يخلو به حيز الشيء منه ويمسكه حيز آخر أي يلصق هو فيه ويغيب كما في الذهاب والذهب حسب ما شرحنا وجه تسميته، وفي (ذهل) تعبر اللام عن الاستقلال، ويعبر التركيب عن استقلال الذاهل عن الأشياء أي غيابه عنها أو غيابها عنه: لا يلحظها.

<<  <  ج: ص:  >  >>