للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(رتل):

{... كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: ٣٢]

"ثغر رَتَلِ -كسبب وفَرح: حَسَنُ التنضيد مُسْتَوِى النبات، وقيل مُفَلَّجٌ بينَ أسنانه فُرُوجٌ لا يَرْكَبُ بعضُها بعضًا [وبهذا فسره ابن قتيبة ص ٢٦٢]. والرَتَل بياضُ الأسنان وكثرةُ مائها. (ولا تنافى بين الثلاثة والأخير قد يلزم ما قبله).

° المعنى المحوري انتظامُ أفراد النابت من شيء في تواليها (مع مسافات بينها) متساوية كالأسنان المفَلَّجَة. ومنه الرُتَيْلى مصغرة وتمد: ضرب من العناكب، (لعله لحظ في تسميتها انتساق خيوط بيتها الذي تنسجه وهو جدّ واضح فيه). ومن ذلك "رَتَّل لكلام -ض: أَحْسَنَ تأليفَه وأبانَه وتمهل فيه "بأن يُبين جميع الحروف ويوفيها حقها من الإشباع بلا عجلة فتتميز أصوات كل كلمة، وتتميز كل كلمة عن الأخرى. وقد وصفت السيدة أم سلمة قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فإذا هي تَنْعَت قراءة مفسَّرَةَ حَرْفًا حَرْفًا " (النسائي وأبو داود والترمذي) [الوجيز في فضائل الكتاب العزيز للقرطبي ٦٧] (حرفًا حرفًا أي كلمة كلمة). ومن صور هذا ما روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها في وصف هيئة كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه "كان يُحَدِّثُ حديثًا لو عدّه العادّ لأحصاه " [الجامع الصغير] فهذا في وصف حديثه المعتاد. ومنه نستطيع أن نقدّر كيفية ترتيله القرآن {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل ٤]. فكان - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يمد " {بِسْمِ اللَّهِ} ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم .. وكان يقطع قراءته يقول {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ}، ثم يَقِف {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثم يقف .. اه كما روى البخاري والترمذي [انظر قر ١/ ١] (والمدّ في لفظ الجلالة مقصود به المد

<<  <  ج: ص:  >  >>