للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري هو: عِظَم ظاهر الشيء مع تخلخله وذهاب الحدّة أو الغلظ من أثنائه (١): وذلك كذهاب (نفاد) الشحم من بَدَن من كان سمينًا.

ومن ذلك: "تبخبخ الحَرُّ: سكن (ذهبت حِدّتُه)، والغَنَمُ: سَكَنَتْ حيث كانت (ذهبت حدّة نشاطها)، وبَخّ الرجلُ: سَكن من غضبه، والبَخّ: الرجل السَّرِيّ " (كأنه عظيم لكن بلا حِدّة أو غلظة). ومن ذلك قولهم عند الإعجاب: "بَخٍ: أي عَظُم الأمر وفَخُم " (حسب ما عُلِم). وأما "بَخْبَخَة البعير: هديرٌ يملأ الفم شقشقتُه، وبَخَّ الرجلُ في نومه: غَطّ كبخبج "فيترجح لدى أنها حكاية صوتية، برغم أن خروج الشقشقة والصوت الغليظ إفراغ للأثناء.

(بخس):

{فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا} [الجن: ١٣]

"الأَباخِسُ: الأصابع. والبَخْس من الزرع - بالفتح: ما لم يُسْقَ بماء عِدّ .. إنما سقاه ماءُ السماء. وبخّس المخ (= نخاع العظام) تبخيسًا: دَخل في السُلامَى والعَين فذهبَ، وهو آخر ما يبقى. والبَخيسُ من ذي الخفّ: اللحم الداخل في خُفّه ".


(١) صوتيًّا: الباء للتجمع الرخو مع تلاصق ما، والخاء لمعنى التخلخل، والفصل منهما يعبر عن تخلخل أثناء الشيء الجسيم لذهاب ما كان يشغله، كالمسترخي البطن. وفي (بخس) تعبر السين عن نفاذ بامتداد ودقة، ويعبر التركيب عن نقص في أثناء الشيء مع امتداد - كالأصابع تمتد دقيقة، وكما في بخس قيمة الشيء. وفي (بخع) تعبر العين عن النحام رخو، ويعبر التركيب عن خروج رِخْوِ الشيء الذي هو قوامه أي إفراغه منه, كبخْع الأرض والنفْس. وفي (بخل) تعبر اللام عن تعلق واستقلال، ويعبر التركيب عن إمساك ما وجب خروجه، أي التعلق به مع تميزه وتحدده، وهذا هو البخل.

<<  <  ج: ص:  >  >>