للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن سَعة الباطن مع التَنَدِّي والرِقَّة: "الرحمة: رقةُ القلب "والعطفُ ونحوهما من الشخص على من يَضُمّ. وهي من الله عز وجل كلُّ ما يناسب البَلال والرقة من إحسان ورزق وحَنان ومَغفرة لعبادِه وهُمْ في حوزته عز وجل. و "الرُحْم -كقُفْل وعُنُق ": الرَحْمة. وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى الرحمة هذا - عدا ما نفسره بغيرها. {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} [الكهف: ٨١]، {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: ١٧]، "والرَحِم: القَرابة (وأصله خروجهم من رَحِمِ أمٍّ واحدة) ثم يقولون وصَلَتْكَ رَحِم لا يريدون قرابة الأُمّ خاصة " {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [آل عمران: ٦] وهي جمع رَحِم: كيس الجنين وبمعناها كل كلمة (أرحام) عدا ما يأتي. {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال: ٧٥]، المراد بها هنا العصبات -[قر ٨/ ٥٨]. لكن خصت بعدُ بالقرابة من جهة النساء. ومن الأرحام: القرابة ما في [النساء ١، الأحزاب ٦، محمد ٢٢، الممتحنة ٣].

وقد قيل الكثير في الفرق بين اسميه عز وجل: الرَحْمَان الرحيم [ابن قتيبة ٦ والكَشاف ١/ ١٦ - ١٨، قر ١/ ١٣، والتاج الجامع للأصول ٥/ ٨٤] وخلاصة ما أراه أن الرحمان صفة ذات. أي ذو الرحمة أخذًا من صيغة فَعْلان من فَعِلَ المكسور العين حيث يَغْلبان في الأَعْرَاض المستقرة من الأدواء الباطنة والعيوب الظاهرة والحِلَى أي الصفات الخِلْقية والألوان وما شاكل ذلك مما يطول بقاؤه [تصريف الأسماء للشيخ محمد الطنطاوي ص ١٠٣ - ١٠٥] وانظر في صفات الذات والفعل [ص ١٢ من مقدمة التحبير في التذكير للإمام القشيري تحقيق وتقديم الدكتور إبراهيم البسيوني] فالرحمان تعني ذا الرحمة الممتلئ بها الملازمة له. وهذه الملازمة وأنها صفة ذاتية باطنة سِرُّ اختصاص هذا الاسم به تعالى، لأنه الرحمن الحقُّ الدائم الرحمة العامّ

<<  <  ج: ص:  >  >>