للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعُضْو. وتراكم الماء (المتصور) في الظهر واللبنِ في الضَرْع. ومنه "ردَّ الشيءَ: رَجَعَه (أي بعد ما ذهب مسترسلًا) {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ} [القصص: ١٣]، ورده عن وجهه: صرفه {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ} [الأحزاب: ٢٥]، والارتداد: الرجوع، والاسم منه الرِدَّة "بالكسر {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ ...} [البقرة: ٢١٧]، وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى الرجوع والإرجاع هذا (انعكاس الاتجاه) {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} [النحل: ٧٠] (يفهم التعبير بالرد هنا من تفسير أرذل العمر بأنه اختلال النطق والفكر وفساد الحواس فهذه تكون في الطفولة [ينظر بحر ٥/ ٤٩٨]. وكذلك الأمر في {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} [النساء: ٩١] فالفتنة هي المحنة في إظهار الكفر. [بحر ٣/ ٣٣٢].


= حبس، والفصل منهما يعبر عن صدّ ما يمتد مسترسلًا فيرجع أو يكثف ويغلظ كما في القصير المتردد وكما في رَدّة الذقن. وفي (ردى) تضيف الياء معنى الاتصال (استمرارًا أو زيادة ضغط) فيعبر التركيب عن الضغط والانضغاط الشديدين كعمل الرَّدَاة الصخرة والمرداة. أما في (رود) فإن الواو تعبر عن الاشتمال، ويعبر التركيب عن حركة كثيفة مع رجوع أو تردد كأنما الذي يَرُود (من إبل أو دواب أو رجل أو امرأة) اشتمل على ما يدفعه إلى ذلك أصلًا، أو تعد كثافة الحركة في نفس الموضع اشتمالًا منه. وفي (ردأ) تضاف دَفعة الهمزة، فيعبر التركيب عن أن الكثيف يَدْعَم كما في رَدْء الحائط ببناء. وفي (رأد) تتوسط الهمزة بمعنى الضغط، ويعبر التركيب عن بلوغ الشيء والتمكنِ منه كالاشتمال عليه. وفي (ردف) تعبر الفاء عن طرد وإبعاد، ويعبر التركيب عن تجمع في الخلف كأن الكثيف صار إليه، وفي (ردم) تعبر الميم عن استواء ظاهر، ويعبر التركيب عن تراكم مادة في ثلمة الشيء أو جوفه فتسدها ويستوي ظاهره مع ما حوله. كما في الردم السَّدِّ العظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>