للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغلامُ: رَفَع إحدى رجليه وقفز بالأخرى " (فيهبط على الأرض بشدة لتركز ثقل جسمه في هبوطه على رِجْل واحدة). ومنه "رَدِىَ في الهُوَّة (= بئر أو نهر أو مَهواة) - من جَبَل أو مُرْتَفعْ (تعب) وتردَّى: تَهَوَّر في مَهْواة (سقط بثقله حتى اصطدم بالقاع) {وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ} [المائدة: ٣]: هي التي تَقَع من جَبل أو تَطِيح في بئر. وأرداه وردّاه فتَرَدَّى: قَلَبه فانقلب ".

ومن معنويه ولازمه (مع أثر الصيغة) "رَدِى (تعب): هَلَك (كالساقط يُدَكُّ فيَهْلِك) وتَرَدَّى. وأرْداه: أهلكه {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} [طه: ١٦]، {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} [فصلت: ٢٣]. وكل ما في القرآن من التركيب هو من (الردى) الهلاك هذا -عدا التردي فهو سقوطٌ ماديٌّ يلزمه الهلاك.

والصدْم بشدة وثِقَلٍ هو ضَغط شديد يقع على المصدوم فيزيح جِرمه، وبهذا يتأتى معنى الدفع، أو يزحم بعضه بعضًا فيتأتى معنى التراكم ثم الزيادة. فمن الدفع "المُرْدِىّ -كالكُرْسِيّ: خَشَبَة تُدفع بها السفينةُ تكون في يد الملّاح ".

ومن الزيادة "رَدَى على المائة (كرمى) وأردى: زاد " (أي في سنّه).

و"الرِدَاء: الغِطاء الكبير/ المِلْحَفَة. (هو من معنى الرَمْى والإلقاء الذي هو صورة من رَدْى القَلْعةِ بالحجَرِ العظيم أي إلقائه عليه. لأنه) كساء يلقى على المَنكِبين والكَتِفين والعاتق/ مُجْتَمَعِ العنق "، وسمي بهذا الملحظ لأنه لا يُتَأنّق في التلفع به. ثم لهذا الإلقاء على الكتف .. سمَّوا السيف رداء والقوس رداء. [انظر تعليق شارحَىْ المفضليات ص ٦٧ في شرح جو قصيدة متمم في أخيه مالك بن نويرة رقم ٦٧] قال ابن سيده "تشبيهًا بالرداء الملبوس في التعلق بالجسم "اه. ولتعلق

<<  <  ج: ص:  >  >>