للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال رَغِبْتُ عن كذا: ترفعت عنه "اهـ. وكل ما في القرآن في التركيب هو من الرغبة بمعناها الذي ذكرناه.

(رغد):

{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا} [البقرة: ٣٥]

[الرغيدة: اللبن الحليب يغلي ثم يُذَرُّ عليه الدقيق حتى يختلط ويُسَاط فيُلْعَق لَعْقًا. وارْغاّ اللبن -كاحمارّ: اختلط بعضه ببعض ولم تتم خثورته. والمَرْغَدَة- بالفتح: الروضة ".

° المعنى المحوري رخاوة أثناء محببة من اختلاط مواد لطيفة معا: كحال اللبن إذ يُخْلَط ويساطُ بالدقيق حتى يُلْعق (أي لا يُشْرب) فالخلط هنا أكثر، والرغيدة أكثف، والمقصود بالخلط تمام المزج مع الرخاوة ليُلْعق. والأصل في اللبن أن يخثر، فإذا ارغادّ فهو في سبيله إلى أن يتخثر. وكالروضة تكون مُشْبَعة بالماء.

ومن هذا جاء "الرغَد -بالتحريك: الواسع الذي لا يُعْيِيك من مال أو ماء أو عيش أو كلأ. وقد رَغُد عيشهم (فرح وكرم). وأَرْغَدُوا: أصابوا عيشًا واسعًا وأَخْصبوا. (كما توصف مثل هذه المعيشة الرغدة بالرخاوة والليونة). {يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} [النحل: ١١٢]. وليس في القرآن من التركيب إلا (الرَغَد) بالمعنى الذي ذكرناه.

ومن ذلك قالوا: "رجل مُرْغادّ: استيقظ قبل أن يقضيَ كَراه ففيه ثَقْلَةٌ (وفتور). وارغادّ المريض: إذا عَرَفْت فيه ضَعْضَعَة من هُزال، وهو الذي بدأ به الوجع فأنت تَرى فيه خُمْصًا ويُبْسًا وفَتْرة " (الخُمْص واليبس هنا هزال) ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>