للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحركة) بحيث يكاد يفارق ظرفه: كالمَرَق ونحوه في القِدْر، والماءِ في الوادي، والزهر من النبات ومنه "زَخَرَ القوم: جاشوا لنفيرٍ أو حرب ".

(زخرف):

{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ} [الإسراء: ٩٣]

"زخارف الماء: طرائقه (الخطوط الدقاق المتوالية في أعلاه إذا كان ساكنًا وهبّت عليه الريح). والزخارف ما زُيّن من السفن. وفي [العين]: ما يُزَخْرَفُ به السفن " [تاج].

° المعنى المحوري مستطرف من دقاق كثيرة تعرو ظاهر الشيء نافذة منه تُسْتَمْلح لدقتها وانتظامها أو لغير ذلك - كطرائق الماء المذكورة. ومن ذلك الزخرف: الذهب، إما لأنه يُعَلَّق على ظاهر البدن للزينة، أو لأنه قد يوجد نثارًا لامعة على سطح الأرض بعدما يَقْشِرها ماءُ السيل بمروره قوقها. والوجه الأول هو المفهوم من كلامهم [في ل]. وجعل ابن سيده أصل التركيب الذهب "ثم سُمِّيَّ كلُّ زينة زُخْرُفًا، ثم شُبِّهَ كلُّ مموه مُزَوَّرٍ به ". "وفي الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يدخل الكعبة حتى أمر بالزخرف فنُحِّىَ. قالوا: هي نُقوش وتصاوير (كانت) تُزَيَّن بها الكعبةُ فكانت بالذهب، فأمَر بها فحُتّتْ. ومنه قوله تعالى: {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (٣٤) وَزُخْرُفًا} [الزخرف: ٣٤, ٣٥] (ل). بينما في [قر ١٠/ ٣٣١] {بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ} أي من ذهب وأصله الزينة، والمُزَخْرَفُ: المُزَيَّن. اهـ. وهذا أقرب إلى الأصل الذي قررناه. وإنما غلب على الذهب لأنه أَشْيعُ جواهر التَزَين والتمويه وأنفَسُها حيث يُطْلَى به ظاهر الشيء. {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا} [يونس: ٢٤]: أي زينَتها من الأنوار والزَهَر من بين أحمر

<<  <  ج: ص:  >  >>