للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(يد):

{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: ١٧]

"زوائد الدابة: قوائمُها. وزوائد الأسد: أظفارُه وأنيابُه وزَئيرُه وصَوْلته. والزوائد: الزَمَعات اللواتي في مُؤَخَّر الرَحْل. وزائدة الساق: شَظِيّتها (عظم الساق). وزوائد الأسنان: ما ينبت بجانبها [الوسيط]. وزيادة الكبد وزائدته: هُنَيّة منها صغيرة إلى جنبها متنحية عنها ".

° المعنى المحوري امتدادٌ للجرم مضاف إلى أصله. كالقوائم من جسم الدابة، والأظفار والأنياب من جسم الأسد، وعِصِىّ الرحل منه، وعظم الساق صلب ناتئ في مقدمتها ممتد رأسيًّا، وكزيادة الكبد المذكورة. ومنه "تزيدت الناقة: مَدّت بالعُنُق وسارت فَوْقَ العَنَق [الأساس] وزادَ الشيءُ: نما وكثر ". ومن هذا عُبِّر بالتركيب عن معنى الزيادة أي الفضل فوق جرم الأصل ضد النقص {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات: ١٤٧]، {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} [البقرة: ٢٤٧]. ومن ذلك زيادة صفة ما فذلك امتداد وكثافة لها {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [التوبة: ١٢٤]، {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة: ١٠]، {زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: ١٧]. {وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} [الرعد: ٨] المقدم [في قر ٩/ ٢٨٦] أن المراد زيادة أشهر الحمل ونقصها. وأقول إنه يحتمل عدد الأولاد أيضًا. وسموا زيدا ويزيد كما سموا الفَضْل {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: ٣٧].

ومن ذلك المعنى المحوري (الإضافة إلى الأصل) استعمَل القرآن التركيب في شأن المدعوين إلى ترك ما هم عليه (أ) تعبيرًا عن مبالغتهم في ما هم عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>