للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَرَى ماؤها وفاضَتْ. وأساح نهرًا: أجْراه. وساح الظلُّ: فاءَ. وأساح الفرسُ ذكرَه وأسابه: أخرجه من قُنْبه ".

° المعنى المحوري تسيُّب المائع (أو خفيف الحركة) المتحيز بتجاوزه سطحَ حيّزه فَيَضانًا باتساع أو اطراد: كالسَيْح وفيض البئر. وإجراءُ النهر نُظر فيه إلى جريان الماء باطّراد. والظلّ لطيف الماهية وسَلِسُ الحركة مُطّرِدُها كالمائع. ونُظر في إساحة الفرس ذَكرَه إلى إخراجه من قُنْبه، أي حيّزه، مع اطراد الامتداد نسبيًا. وقريب من هذا قولهم: انساح بطن الأَتَان: ضخُم ودنا من الأرض (تجاوز الحدَّ باتساع).

ومن شكل الجريان باتساع واطراد قالوا: "السَيْح - بالفتح: الكساء المخطط. والمسَيَّحُ - كمعظَّم - من البرود: الذي فيه خطوط بيض وسود، ومن الطرق: المبيَّنُ شَرَكُه أي طُرُقه الصغار، وإنما سَيّحه كثرة شَرَكه (فالخطوط والشَرَك تمتد طوليًّا باطّراد كأنها بلا حاجز). وكذلك "انساح الثوب: تشقّق " (صار شِقَقًا أي شرائح مستطيلة).

ومن ذلك "ساح الرجلُ في الأرض: ذهبَ في الأرض للعبادة والترهُّب/ فارق الأمصار، وسكن البراري ... (تسيبٌ وتجاوزٌ للمساكن باطراد أي بلا تقيد بما تطلبه حياة المقيم) {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ} [التوبة: ١١٢] قيل: هم الصائمون، وقيل: المجاهدون، والخارجون في طلب العلم، والمهاجرون [قر ٨/ ٢٦٩ - ٢٧٠] أي من دار الكفر أو الظلم مثلًا .. والتفسيران الأخيران من تجاوز الحيز امتدادا. وتفسير السائح بالصائم هو من تجاوز الحيز تجردا أي هو يؤخذ من فيضان الماء من البئر مثلا فيهدر كما يترك

<<  <  ج: ص:  >  >>