للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(برأ):

{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الحشر: ٢٤]

"البُرْأة - بالضم: قُتْرة الصائد التي يكمن فيها (١). والبريء: الصحيح الجسم والعقل المُتَفَصِّى من القبائح المتنحى عن الباطل. بَرِئ المريض من المرض: شُفِىَ وتخلص مما به ".

° المعنى المحوري هو: سلامة الحي وخلوصه مما يكتنفه أو ينقصه: كما تغطي البُرأةُ الصائدَ فيَسْلَم مما حوله. وكما يَبْرأ المريض من علته {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ} [آل عمران: ٤٩] ومنه التَفَصِّى والخلوص أو التخليص من الدَّيْن والعَيْب، والتهمة، وكل ما يظنُّ أنه شرّ: {فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} [الأحزاب: ٦٩]، {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ} [القصص: ٦٣] {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} [الزخرف: ٢٦]، {بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} [الأنعام: ١٩].

ومن خلوص الشيء سالمًا من بين ما يكتنفه يأتي معنى الخَلْق؛ لأنه استخلاصٌ أيًّا كان المستخلَص. ومنه {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: ٢٢] نخلقها. والظاهر أن الضمير يعود على المصيبة [بحر ٨/ ٢٢٤] ومنه: "برأ الله الخلق: خلقهم " (متميزًا بعضهم من بعض أنواعًا بل وأفرادًا. والتميز خلوص وعدم التباس)، "والله سبحانه البارئ " {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} [البقرة: ٥٤]، {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: ٢٤]، {أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}،


(١) انظر: كتاب الأمثال لمؤرج السدوسي ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>