للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيون خُرَز القِرَب/ مرّ من عيون الخَرْز. (وهي سموم دقيقة في جلد القربة). "سَرَّب القربة - ض: صب فيها الماء لتبتلّ عيونُ الخرز فتنسد (هذا من باب معالجة الشيء، ويسميه اللغويون باب السلب). وسَرَبَ القِرْبة (نصر): خَرَزها (لتصير سَرَبًا، أي تجوُّفًا يُحْرِز ما يوضع فيه). والسَرَب - بالتحريك: المسلك في خفية {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} [الكهف: ٦١] أي غاص في البحر (نفذ فيه ممتدًا كالسالك في سَرَب). وقيل تَجَمَّد الماءُ حيث سَلَك فبقى سَرَبًا [قر ١١/ ١٢]، ولا ضرورة لهذا، فإن قبول الماء للنفاذ الممتد يجعله كالسَرَب "سَرَب الفحلُ وغيره: توجه للمرعى " (كأنما انسلّ من بين القطيع).

ومن الأصل: "السُرْبة - بالضم: جماعة ينسلّون من المعسكر (ينفذون من أثنائه في خفية كأنهم في نَفَق) فيُغِيرون ويَرْجعون ". (وكذلك كل ما خرج في خفية من مكان أو من بين جماعة).

ومن ذلك الأصل استعمل التركيب في الدقيق الممتد شأن ما يسرب في نفق "والسِرْب - بالكسر: القطيع من الظباء والبقر والشاء والنساء والطير وكذلك السُربة - بالضم " (جماعة تسير متضامة في خط طولي مستو. وانظر ثعب هنا) "السرب - بالفتح وبالتحريك وبالكسر: المَسْلَك والطريق ".

وفي قوله تعالى: {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد: ١٠] فُسِّر السارب بالمتوارى أي الداخل سَرَبًا، وبالذاهب على وجهه في الأرض. والأول واضح، ووجه الثاني أن الانفراد دقة والتمادي امتداد. كما فسِّر بالظاهر أو الظاهر في الطرقات، وهو استنتاج من المقابلة، ولكن هذا يضاد معنى التركيب بلا بينة، فلا يقبل بهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>