للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طويلًا كأن لم يُضَيَّق عليه، وكالطريقة الممتدة في الأرض، والطريقة من الدم، وكخروج الجنين بسهولة، وجَرْى الماء بسهولة، وكخروج البول بعد احتباسه، وخروج الرجل من المكان وذهابه. فمن سروح الماشية بالغداة: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} [النحل: ٦]. ومن التسريح: إطلاق المحتبس: {فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: ٤٩]. أي طلقوهن. وليس في القرآن من التركيب إلا سروح الأنعام وتسريح النساء.

والسِرْحان: الذئب؛ سمي كذلك لانبساطه في سياحته ليلًا بعيدًا عن مقره، أو لانسراحه في جريه أي سرعته مع انبساط جسمه (كما قالوا ناقة مُنْسرِحة في سيرها: سريعة، وانسرَح الرجل: استلقى وفرج بين رجليه) وهذه الجِرْية معروفة له كما يؤخذ من تشبيه امرئ القيس بها في قوله:

له أَيْطلا ظَبْيٍ وساقا نعامةٍ ... وإرخاءُ سِرْحان وتقريبُ تَتْفُل

قال [في شرح القصائد السب الطوال لمحمد بن القاسم الأنباري ص ٨٩]: "وليس دابة أحسنَ إرخاء من الذئب ".

ومن معنوى ذلك الأصل "سَرَحْتُ ما في صدري: أخرجته، وسرَّحت عنه - ض: إذا ضاق شيء عليه ففرجت عنه. ومما يترجح فيه هذا المجاز قوله:

(وسرَحْنا كلَّ ضبٍّ مكتمِنْ)

(سرد):

{أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [سبأ: ١١]

"المِسْرد - بالكسر وككتاب: المِثْقَب، وما يخرز به. والسَرْد - بالفتح: اسم جامع للدروع وسائر الحَلَق (بمعنى مسرودة)، السَرْد والتسريد: الخَرْز في الأديم.

<<  <  ج: ص:  >  >>