للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأيت محمد بن الحسن والشافعي قاعدين بفناء الكعبة، فمرّ رجلٌ، فقال أحدهما لصاحبه: تعالى حتى نزكن على هذا المارّ: أيّ حرفة معه؟ فقال أحدهما: هذا خياط. وقال الآخر: هذا نجار. فبعثا إليه فسألاه فقال: كنت خياطاً واليوم أَنْجُر.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو تراب الطّوسي قال: سمعت محمد ابن المنذر يقول:

سمعت الربيع بن سليمان [يقول]: سمعت الشافعي، وقدم عليه رجل من أهل صنعاء، فلما رآه قال له: أنت من أهل صنعاء؟ قال: نعم. قال: فحدّادٌ أنت؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو محمد: جعفر بن محمد بن الحارث [قال]: سمعت أبا بكر (١) النيسابوري يقول:

سمعت الربيع بن سليمان يقول: كنا عند الشافعي إذ مرّ به رجل فقال الشافعي: لا يخلو هذا الرجل من أين يكون حائكا أو نجاراً. قال: فدعوناه فقلنا: ما صنعتك؟ فقال: نجار. فقلنا: وغير ذلك، فقال: عندي غلمان يعملون. يعني في الحياكة.

أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا أبو الوليد الفقيه، سمعت محمد بن إسحاق يحكي عن الربيع قال: مَرّ أخي في صحن الجامع فدعاني الشافعي فقال: يا ربيع، انظر إلى الذي يمشي، هذا أخوك؟ قلت: نعم أصلحك الله. قال: اذهب. ولم يكن رآه قبل ذلك.


(١) في ح: «أبا زكريا».