للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيل: وكيف حرصك عليه؟ قال: حرص الجَمُوع المَنُوع على بلوغ لذته (١) في المال.

وقال: وكيف طلبك له؟

قال: طلب المرأة المُضِلَّة وَلَدها وليس لها غيره.

أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الصوفي، سمعت محمد بن أحمد بن عبد الأعلى المقري يقول: سمعت أحمد بن عبد الرحمن يقول: سمعت المزني يقول:

سمعت الشافعي يقول: من لا يحبُّ العلم فلا خير فيه، ولا يكن بينك وبينه معرفة ولا صداقة.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني الحسين بن محمد بن الحسين الحافظ، أخبرنا أبو الحسين: محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي، بدمشق، حدثنا أبو بكر: أحمد بن هارون، حدثنا أحمد بن عبّاد التميمي، سمعت حرملة بن يحيى يقول:

سمعت الشافعي، رضي الله عنه يقول - وذُكِرَ له أصحاب الحديث وما هم فيه من المَجَانَة والضّحك وأنهم لا يستعملون الأدب - فقال الشافعي: يا سبحان الله! لو استعمل أصحاب الحديث ما تقولون لكانوا علماء كلّهم. ثم التفت إلينا الشافعي فقال: ما أعلم أني أخذت (٢) شيئاً من الحديث أو القرآن أو النحو أو العربية، أو شيئاً من الأشياء مما كنت أستفيده - إلا كنت أستعمل فيه اجتناب ما ذكرتم، وكنت (٣) أفعل هذا قديماً، وكان ذلك طبعي إلى أن قدمت المدينة فرأيت من «مالك بن أنس) ما رأيت من هيبته وإجلاله للعلم، فازددت لذلك حتى ربما كنت أكون في مجلسه فأريد أن أَصْفَحَ الورقةَ فأصْفَحها صَفْحاً رقيقاً، هيبةً له؛ لئلا يسمع وَقْعَها.


(١) في ح: «لذاته».
(٢) في ح: «أني وجدت».
(٣) في ح: «قال: فكنت».