للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والضعفاء والعطف عليهم وما من شك في أن رؤيتها للمولى الذي عذب بسبب عدم استئذان سيده في تناول الطعام وقد أمضه الجوع وأضنى جسده كان له أثر عميق في قلبها الطيب وفؤادها الرحيم ونزعتها الإنسانية فكانت كما يُروى ويؤثر عنها تدخر قوتها مما تحصل عليه من نفقة ثم توزعه على المساكين والمحتاجين حتى عرف بذلك القاصي والداني من الناس شاع خبرها لدى أوساط مكة جميعًا.

ترى كم كانت سن زينب في ذلك الحين؟ إن العرف المشهور بين الناس أن هذه الأفعال أو تلك الخصال إنما هي لذوى الأعمار المتقدمة ممن تجاوزا سن النضوج العقلي والبدني عند الرجال أو النساء على حد سواء، غير أن زينب - رضي الله عنها - خرقت هذه العادة وحطمت هذه القاعدة وغيرت هذا المفهوم؛ لأن عمل الخير لا يعرف سنًا معينة أو عمرًا بذاته؛ لقد كانت - رضي الله عنها - في سن السادسة عشرة تقريبًا، ولم تكن بعد قد دخلت في حمى الإسلام وحوزة الإيمان وإذا ما ذكر لقب (أم المساكين) لدى المكيين عرفوا جميعًا صاحبته، زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها-.

[زواجها]

وفي سن السادسة عشرة اكتملت زينب أنوثة واستدارت وأصبحت على أبواب الزواج.

وهنا يختلف المؤرخون حول زواجها الأول فمنهم من يقول بأنها كانت متزوجة من (عبد الله بن جحش) ابن عمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد مات شهيدًا يوم أحد، ومنهم من يقول بأنها كانت متزوجة من

<<  <   >  >>