للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشقة بين الإنسان ومرتع صباه وملعب شبابه وانقطاعه عن الأماكن التي شهدت طفولته وشبابه، فكانت جزءًا من حياته أو على الأصح جزءًا من حياة زينب - رضي الله عنها -.

لأنها كانت اجتماعية منذ تفتحها ووعيها لكنها - رضي الله عنها - كغيرها من المسلمين والمسلمات تأقلمت في الجو الجديد وانتظمت في سلك المجتمع الإسلامي المتميز الذي بني أول ما بني علي الأخوة في الله، وقد صادف ذلك انسجام مع طبيعة شخصيتها وتكونها فأنساها ذلك بعض هموهما من البعد عن الأهل والوطن.

وكانت مع زوجها عبيدة بن الحارث مثلاً طيبًا وكريمًا في أصول وقواعد البيت الإسلامي المنشود تعاونًا ومحبة واحترامًا.

وليس من شك في أن شخصية زينب - رضي الله عنها - كانت محور ذلك البيت الكريم بما حباها الله - تعالى - من نضوج عقلي مبكر وسماحة خلق وبساطة في الحياة رضى وقناعة.

[يوم الفرقان]

حتى كان اليوم العظيم يوم الفرقان يوم بدر ولا حاجة بنا أن نعود إلى تفاصيل المقدمات والظروف التي سابقت ورافقت الغزوة.

فالذي يهمنا في الحديث عن زينب - رضي الله عنها - هو استشهاد زوجها عبيدة في ذلك اليوم أو بعده بأيام ومن ثم ترملها .. فقد كان ذلك نقطة تحول كبرى في حياتها ودخولها - رضي الله عنها - في عداد أمهات المؤمنين.

<<  <   >  >>