للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من يبارز؟]

كانت عادة الحروب في تلك الأيام أن تبدأ بالمبارزة الفردية، وكانت قريش في ذلك اليوم هي المصرة على القتال. فبعد أن حجر المسلمون الماء عن قريش وتصدوا لها وقبلوا التحدي، برز من صفوف قريش ثلاثة فرسان يطلبون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخرج إليهم أندادهم من المسلمين، فنزل بعض الأنصار إلى حلبة المبارزة حبًا في الجهاد وإثباتًا للعهود والوعود التي قضوها على أنفسهم وتأكيدًا للبيعة، فردهم فرسان قريش وقالوا إنما نريد أكفاءنا من أقربائنا الذين فارقوا ديننا وأثاروا العداوة والبغضاء بينا وبينهم، فبرز إليهم بناء على أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة من أهل بيته وخاصة أهله هم: حمزة بن عبد المطلب عمه، وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث ابنا عمه، وأما القرشيون الثلاثة فكانوا عتبة بن ربيعة وأخاه هشام بن ربيعة وابن عتبة الوليد بن عتبة.

فتصاولوا وتجادلوا وأثاروا تراب الأرض بحوافر خيولهم، حتى غطى النقع أشخاصهم.

ثم ما لبث حمزة أن قضى على خصمه وكذلك علي - رضي الله عنهما - أما عبيدة فقد تعرض لضربة من الخصم أصابته في ساقه وأدت إلى جرح بالغ لكن حمزة وعليًا أعانا عبيدة على خصمه.

واستنقذاه وقتلا عدوه وعادا بعبيدة إلى معسكر المسلمين يئن من شدة الألم وتنزف الدماء وانتهت المعركة (معركة بدر) بانتصار ظافر مؤزر للمسلمين وهزيمة ساحقة لحقت بالمشركين.

<<  <   >  >>