للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فسعى إلى زينب وقد انقضت عدتها فخطبها لنفسه فأجابات على استحياء وقد حالت الدموع في عينها لأن ذكرى عبيدة ما تزال قريبة العهد أجابت - رضي الله عنها - بأن جعلت أمرها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيبني بها وأدخلها بيوت أزواجه واتخذ لها حجرة خاصة بها.

[أم المساكين]

وظلت زينب - رضي الله عنها - بلقب (أم المساكين) منذ أن كانت فتاة صغيرة إلى أن لحقت بالرفيق الأعلى وكانت مدة إقامتها في بيت النبوة قصيرة، لم تتجاوز بضعة أشهر.

إلا أن حجرتها كانت مقصد المساكين والفقراء والمحتاجين والجائعين والمحرومين، تقتصد من نفقتها وتدخر جزءًا من طعامها ونصيبها فيما خصت به ثم تمنحه لهذه الطائفة من الناس حبًا في الله وتقربًا إليه وسعيًا إلى رضاه - سبحانه -.

[الوفاة]

كانت - رضي الله عنها - قد أتمت الثلاثين من عمرها حين داهمها مرض الوفاة في عز الشباب ومعية الصبا ولقد كان يوم وفاتها يومًا حزينًا إذ تركت رغم قصر مدة العشرة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطيب الأثر وأعمقه في قلب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.

فقد مرت أيام العشرة هينة طيبة لا صخب فيها ولا نصب ولا وصب ولا مشقة ولا عشر.

حلم جميل ونزهة ممتعة في ظل دوحة كثيرة الأفياء والظل وشربة ماء من قداح سلسبيل، غسلت - رضي الله عنها - وطيبت

<<  <   >  >>