للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففضله بهذه الخلال على العالمين.

وقال أبو تمام في مدح المعتصم:

ومشهد بين حكم الذل منقطع ... صاليه أو بحبال الموت متصل

جليت والموت مبدحر صفحته ... وقد تفرعن في أفعاله الأجل

وهذا مدح يصلح أن يكون لكل بادي بأس ونجدة، كائناً من كان من الناس، والبيتان جميعًا رديئان، فالأول رديء من جهة الاعراب، والثاني من جهة المعنى، فقوله: «بين حكم الذل»، لو كان لحكم الذل أشياء متفرقة لصلحت فيها بين، غير أن حكم الذل والذل بمنزلة واحدة، وكذلك حكم العز والعز، فكما لا يقال: «بين العز» فكذلك لا يقال: «بين حكم العز» حتى يقال هذا، وكذلك لأن بين إنما هي وسط بين شيئين، وقد بينت هذا فيما قدمت ذكره من أغاليطه واستقصيته.

وقوله:

«وقد تفرعن في أفعاله الأجل»

معنى في غاية الركاكة والسخف، وهو من ألفاظ العامة، وما زال الناس يعيبونه به، ويقولون: اشتق للأجل الذي هو مطل على كل النفوس فعلا من اسم فرعون وقد أتى الأجل على نفس فرعون، وعلى نفس كل فرعون كان في الدنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>