للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال البحتري في علي بن مر:

إذا ارتقى في أعالي الرأي لاح له ... ما في الغيوب التي تخفى فتستتر

توسط الدهر أحوالاً فلا صغر ... عن الخطوب التي تعرو ولا كبر

كالرمح أذرعه عشر وواحدة ... فليس يزري به طول ولا قصر

مجرب طالما أشجت عزائمه ... ذوي الحجا وهو غر بينهم غمر

آراؤه اليوم أسياف مهندة ... وكان كالسيف إذ آراؤه زبر

قوله: «آراؤه اليوم أسياف مهندة» أي: ماضية، لأنه قد كمل في عقله وتجاربه، فكان في نفسه كالسيف، «إذ آراؤه زبر»، أي: لم تطبع، يريد: لم يستكمل، يقول: أنه اليوم يمضي الأمور بآرائه بحنكته وتجربته، وكان قبل الحنكة والتجربة يمضيها بمباشرته إياها بنفسه بشجاعته وإقدامه.

وقال أبو تمام في عمر بن عبد العزيز الطائي:

نعم الفتى عمر في كل نائبة ... نابت وقل له نعم الفتى عمر

مجرد سيف رأى من عزيمته ... للدهر صيقله الإطراق والفكر

عضباً إذا سله في وجه نائبة ... جاءت إليه صروف الدهر تعتذر

يريد: مجرد للدهر سيف رأي، وهذه مبالغة في غاية الحسن والجودة والحلاوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>