للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقيهم الندم، قيل فالذي ندموا عليه هو العقوق، فكيف يقيهم العقوق، ووجه هذا عندي أنه أراد: لوقاكم غم الندم ولوعته، وقد يكون أراد: لوقاكم الأمر الذي تدفعون إليه فيكون سبب ندمكم، فوضع الندم موضع سبب الندم.

وقال أيضاً في مالك بن طوق:

سلم على الربع من سلمى بذي سلم

مهلاً بني مالك لا تجلبن إلى ... حي الأراقم دؤلول ابنة الرقم

فأي حقد أثرتم من مكامنه ... وأي عوصاء جشمتم بني جشم

لم يألكم مالك صفحاً ومغفرة ... لو كان ينفخ قين الحي في فحم

لا بالمعاود ولعاً في دمائكم ... ولا إلى لحم خلق منكم قرم

أخرجتموه بكره من سجيته ... والنار قد تنتضي من ناضر السلم

أوطأتموه على جمر العقوق ولو ... لم يحرج الليث لم يخرج من الأجم

قد انثنى والمنايا في أسنته ... وقد أقام حياراكم على اللقم

جذلان من ظفر حران إن رجعت ... أظفاره منكم مخضوبة بدم

ديم يكفكف منه كل بائقة ... ورحمة رفرفت منه على الرحم

«الدؤلول»: الأمر الشديد العظيم، أراد به أبو تمام الداهية، و «العوصاء»: الأمر المعتاص الشديد، و «السلم»: شجر شديد الصلابة

<<  <  ج: ص:  >  >>