للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو تمام:

أفيكم فتى حي فيخبرني عني ... بما شربت مشروبة الراح من ذهني؟

غدت وهي أولى من فؤادي بعزمتي ... ورحت بما في الدن أولى من الدن

لقد تركتني كاسمها وحقيقتي ... مجاز وصبح من يقيني كالظن

هي اختدعتني والغمام ولم أكن ... بأول ما أسلمت عقلي إلى الدجن

إذا اشتعلت في الكأس والطاس نارها ... تقبلتها من راحتي يقق لدن

هراق الصبا في وجنتيه ملاحة ... فتنت بها أيام يوسف في الحسن

إذا نحن أومأنا إليه أدارها ... سلافًا كماء الجفن وهي من الجفن

تورد روح المرء من كل وجهة ... وتدخل منه حيث شاءت بلا إذن

ومسمعنا طفل الأنامل عنده ... لنا كل يوم من قرى العين والأذن

لنا وتر منه إذا ما استحثه ... فصيح ولحن في أمان من اللحن

<<  <  ج: ص:  >  >>