للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* في لوم الأصحاب في الوقوف على الديار

قال أبو تمام:

أراك أكبرت إدماني على الدمن ... وحملي الشوق من بادٍ ومكتمن

وهذا ابتداء صالح وقال أيضاً:

ما عهدنا كذا نحيب المشوق ... كيف والدمع آية المعشوق

هذا بيت ردئ جداً، وقد ذكرت ما فيه في باب ما ذكرناه له في وسط الكلام في تعنيف الأصحاب على الوقوف على الديار، وهذا البيت ابتداء، وإنما ذكرته هناك لأن معناه يتضح بالأبيات التي بعده؛ فجعلته في ذلك الباب.

وليس لأبي تمام ابتداء صالح في لوم الأصحاب غير هذين البيتين.

فأما البحتري فإنه تصرف ف يابتداءاتٍ جيادٍ حسانٍ بارعةٍ حلوةٍ؛ فمن ذلك قوله:

فيم ابتداركما الملام ولوعا ... ابكيت إلا دمنةً وربوعا

وهذا بيت حسن، وفيه سؤال، وهو أن يقال: إنما لاموه على بكائه على الدمنة والربوع، فما وجه اعتذاره بأنه لم يبك إلا دمنة وربوعا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>