للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هذا أخذ أبو الشيص -والله أعلم- قوله:

وأهنتني فأهنت نفسي عامداً ... ما من يهون عليك ممن أكرم (١)

ولكنه تناهى في التذلل فأحسن المعنى كل الإحسان، ولكن الحر الكريم الأنف: «كثير بن عبد الرحمن» إذ يقول:

ولما رأت وجدي بها وتبينت ... صبابة حران الصبابة صاد

أدلت بصبر عندها وجلادة ... وتحسب أن الناس غير جلاد

فيا عز صادي القلب حتى يودني ... فؤادك أو ردي علي فؤادي (٢)

وكان هذا مما ينشده أبو العباس ثعلب كثيراً ويستحسنه، ذكر ذلك الأخفش.

وقوله: «صادي القلب» أي داريه، والمصاداة: المداراة.

وقال كثير أيضاً وأحسن كل الإحسان:

وكنت ألوم الجازعين على البكا ... فكيف ألوم الجازعين وأجزع

ولي كبد قد برحت بي مريضة ... إذا سمتها الهجران ظلت تصدع

وأظن أبا الشيص أخذ بقوله:

أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ... [إذ كان حظي منك حظي منهم] (٣)

من قول كثير:

مجاورة قوماً عدى لي صدورهم ... ألا حبذا من حبها من تجاور

<<  <  ج: ص:  >  >>