للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رآنا مشعري أرق وحزن ... وبغيته لدى الركب الهجود (١)

سهاد يرجحن الطرف منه ... ويولع كل طيف بالصدود

يرجحن: أي يتثاقل في حركته كالمعنى في سيره المثقل إذا عدل يمنة وشأمة مثل السحابة المرجحنة لكثرة مائها، وإنما يريد ثقل أجفانه عند النظر من طول السهر.

ولا أعرف لأبي تمام في طروق الخيال غير ما ذكرته.

... فأما البحتري فإنه أولع بذكر الخيال فقال فيه، وأكثر، وأجاد، وأبدع، وتصرف في معان لم يأت أحد بمثلها، وقد استفتح قصائد كثيرة بذكر الخيال؛ لشدة شغفه به، فأحسن في ابتداآته كلها،/ وزاد على الإحسان، فمن ذلك قوله:

أمنك تأوب الطيف الطروب ... حبيب جاء يهدى من حبيب (٢)

وقوله:

أجدك ما ينفك يسري لزينبا ... خيال إذا آب الظلام تأوبا (٣)

وقوله:

قد كان طيفك مرة يغرى بي ... يعتاد ركبي طارقاً وركابي (٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>