للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحدها اسما بغير صلة، وجعلت قام خبرا، وهذا فاسد لا فائدة فيه.

ومع هذا فإن الاستفهام والجزاء بحروف المعاني وهي الأصل، ألا ترى أن الألف هي أم الاستفهام و (إن) هي أم الجزاء، وزعم سيبويه أنه كان الأصل أن تكون ألف الاستفهام مع الأسماء المستفهم بها، ولكنهم استغنوا، فلو جاز أن تدخل كان وإن على هذه الأسماء لكنا كأنا أدخلناها على هذه الحروف، لأن الموضع لها والأسماء مستعارة مكانها، وإذا لم يجز أن توقع عاملا على ألف الاستفهام ولا على إن الجزاء، فكذلك لا يجوز أن توقعها على ما جاء منها في مواضعها وأدى عن معناها، وإلى هذه العلة أومأ سيبويه بقوله: (ألا ترى أنك لو جئت بإن ومتى فقلت: إن إن، وإن متى كان محالا).

وأما الكلام في إذ وإذا وقبح دخولهما على حروف المجازاة، فان هذه وإن كانت أسماء "فهي" تجري مجرى حروف المعاني، فإذ لما مضى، وإذا للمستقبل، وفيه توقيت ليس في حروف المجازاة، وكل حرف من هذه الحروف فله معنى، فإذا أوقعته على كلام قد دخله معنى حرف آخر فربما أفسد الكلام دخوله وربما احتملها جميعا، وإنما قبح مع إذ وإذا لأن المجازاة قبل دخولهما أشد إبهاما منها، مع دخولهما، ألا ترى أنهم يقولون: آتيك إذا احمر البسر، ولا يحسن أن تقول: إن احمر البسر، فتجعل إن ها هنا مكان إذا، لأن إذا فيها توقيت، ووقت احمرار البسر معلوم، وإن مبهمة، فقبح دخولها ها هنا، فكذلك إذا أوقعت إذا وإذ على إن التي للجزاء أو على اسم يقوم مقام "إن"، فإنما يزيلها عن معناها في الإبهام ويقربها من التوقيت، فلذلك قبح دخولها عليها، وقد أجازه على استكراه، لأن في إذا ضربا من الجزاء.

وأما احتجاج محمد بأنها تدخل على الجمل، فتقول: أتذكر إذا عبد الله صاحبك، فهذه

<<  <   >  >>