للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٤٦ - [الوزير ابن الزيات] (١)

أبو جعفر محمد بن عبد الملك، المعروف بابن الزيات، وزير المعتصم والواثق، كان جده أبان يجلب الزيت إلى بغداد، فعرف بذلك.

توفي سنة ثلاث وثلاثين، وهو مذكور في الأصل.

ومما لم يذكر فيه: يحكى أن أبا حفص الكرماني كاتب عمرو بن مسعدة كتب إلى ابن الزيات:

أما بعد؛ فإنك ممن إذا غرس .. سقى، وإذا أسس .. بنى، وبناؤك قد وهى وشارف الدروس، وغرسك قد ذوى وأشفى على اليبوس، فتدارك بناء ما أسست، وسقي ما غرست، فبلغ ذلك أبا عبد الرحمن العطوي، فقال في هذا المعنى يمدح محمد بن عمران بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك: [من الكامل]

إن البرامكة الكرام تعلموا ... فعل الجميل وعلموه الناسا

كانوا إذا غرسوا سقوا وإذا بنوا ... لا يهدمون لما بنوه أساسا

وإذا هم صنعوا الصنائع في الورى ... جعلوا لها طول البقاء لباسا

فعلام تسقيني وأنت سقيتني ... كأس المودة من (جفائك) كاسا

آنستني متفضلا أفلا ترى ... أن القطيعة توحش الإيناسا

وفي البيت الرابع تقديم وتأخير، وتقديره: فعلام تسقيني من (جفائك) كأسا وأنت سقيتني كأس المودة؟

يقال: إن سبب سخط المتوكل على ابن الزيات: أن الواثق في أيام خلافته غضب على المتوكل، فأتى المتوكل إلى ابن الزيات يسأله أن يسأل الواثق الصفح عنه، فوقف المتوكل بين يدي ابن الزيات ساعة وهو لا يكلمه، ثم أشار ابن الزيات بالقعود وقال لمن حوله:

انظروا إلى هذا يغاضب أخاه، ويسألني أن أسترضيه، وقال له: اذهب؛ فإنك إذا أصلحت حالك .. رضي عنك، فقام المتوكل كئيبا حزينا لما لقي منه.


(١) «معجم الشعراء» للمرزباني (ص ٤٢٧)، و «تاريخ بغداد» (٣/ ١٤)، و «المنتظم» (٦/ ٤١٦)، و «وفيات الأعيان» (٥/ ٩٤)، و «تاريخ الإسلام» (١٧/ ٣٣٣)، و «الوافي بالوفيات» (٤/ ٣٢)، و «مرآة الجنان» (٢/ ١١١)، و «البداية والنهاية» (١٠/ ٧٥٨)، و «شذرات الذهب» (٣/ ١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>