للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امرأته أترجة بنت أشناس في يوم حدّه له، وقبض هو على الأفشين في ذلك اليوم الذي حدّه، وصلبه إلى جنب بابك والمازيار، ثم حرقه وذراه، وتصدق المعتصم عند قتله الأفشين بعشرة آلاف ألف درهم؛ فإنه كان خائفا منه أن يقتله، وسلم الدراهم إلى ابن أبي دؤاد، فقال ابن أبي دؤاد: أرى أن تجعل النصف من هذا المال لأهل الحرمين، والنصف لأهل الكرج؛ لما أصابهم في العام قبله من الحريق، فقال: افعل، فقدم ابن أبي دؤاد بالمال حتى قسمه على أهل الكرج، فقال له رجل من العامة قد أعطاه مالا: أيها القاضي؛ إن لي صلاة كثيرة وقرآنا ولزوما وتركا للظلم وكرما ومعروفا، وكان يقال: إن القاضي كافر، وأنا أشهد الله أني على دين القاضي، وحبذا كفر يكون هكذا، فوصله أحمد من ماله بخمسة آلاف درهم، وضحك من كلامه (١).

وفيها-أو في التي قبلها-: ظفر المعتصم أيضا بالمازيار شيخ المجوس بطبرستان الذي فعل بها الفعائل، وخرب فيها كثيرا من المدن (٢).

وفيها: توفي الحافظ أبو عثمان سعيد بن كثير المصري، وشيخ خراسان الإمام يحيى بن يحيى بن بكير التميمي النيسابوري، وإسماعيل بن أبي أويس، وإسحاق الفروي، وغسان بن الربيع، وعياش بن الوليد، وجندل بن والق، وسنيد بن داود.

***

[السنة السابعة والعشرون بعد المائتين]

فيها: توفي الخليفة المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد بن المهدي العباسي، وعهد بالخلافة لابنه الواثق.

وفيها: مات الولي الكبير بشر بن الحارث المشهور بالحافي.

وفيها: توفي من المحدثين وأئمة الدين أحمد ابن يونس، والهيثم بن خارجة، وإسماعيل بن عمرو البجلي، وسعيد بن منصور الخراساني صاحب «السنن»، ومحمد بن الصباح الدولابي، وسهل بن عثمان، وعلي بن عثمان اللاحقي، وإبراهيم بن بشار الرمادي، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو الهذيل العلاف.


(١) «تاريخ الطبري» (٩/ ١١١)، و «المنتظم» (٣٣٧/ ٦، ٣٤٧)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٦٩)، و «العبر» (١/ ٣٩٥).
(٢) «العبر» (١/ ٣٩٥)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>