للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: قبض المتوكل على كاتبيه سليمان بن وهب، وقدامة بن زياد النصراني (١).

وفيها: أمر المتوكل بأخذ أهل الذمة بلبس العسلي والزنانير، وركوب السروج بركب الخشب، وأمر بتغيير زي نسائهم في أزرهن العسلية؛ ليعرفن بذلك، وكذلك مماليكهم، فإن دخلوا الحمام .. كان معهم جلاجل (٢)؛ ليعرفوا، وأمر بهدم بيعهم المحدثة، وبأخذ العشر من منازلهم، فإن كان الموضع واسعا .. صير مسجدا، وإن لم يصلح أن يكون مسجدا .. صيّر فضاء، وأمر أن يجعل على أبواب دورهم صور شياطين من خشب مسمورة؛ تفريقا بين منازلهم ومنازل المسلمين، ونهى أن يستعان بهم في الدواوين وأعمال السلطان التي تجري فيها أحكامهم على المسلمين، ونهى أن يتعلم أولادهم في كتاتيب المسلمين، وأن يعلمهم مسلم، وأمر بتسوية قبورهم مع الأرض؛ لئلا تشبه قبور المسلمين، وكتب بذلك إلى الآفاق (٣).

وفيها: عقد المتوكل لبنيه الثلاثة بالعهد، ولقبهم، وولاهم الأعمال.

فلقب محمدا: المنتصر، وعقد له لواءين: أحدهما أسود للعهد، والآخر أبيض للولاية، وولاه الموصل والجزيرة وقنسرين والعواصم والثغور ومصر والمغرب، والحرمين واليمن، واليمامة والبحرين، والسند والبصرة، وواسط والسواد، والأهواز والكوفة حربا وخراجا.

ولقب أبا عبد الله: المعتز، وعقد له أيضا لواءين، وولاه فارس وخراسان وسجستان والري وطبرستان.

ولقب إبراهيم: المؤيد، وعقد له لواءين، وولاه الطّرر وبيوت الأموال والمعادن ودور الضرب وخراج الشام وضياعها (٤).

وفيها: توفي إسحاق بن إبراهيم بن ماهان التميمي الموصلي النديم، وإسحاق بن إبراهيم بن مصعب، وكان يتولى شرطة العراق من قبل طاهر بن الحسين، ثم من قبل أولاده من بعده، وله ثمان وخمسون سنة وشهور، ووليها ابنه محمد من بعده.


(١) «الكامل في التاريخ» (٦/ ١٢٢)، و «البداية والنهاية» (١٠/ ٧٦٠).
(٢) الجلجل-جمعه جلاجل-: الجرس الصغير.
(٣) «تاريخ الطبري» (٩/ ١٧١)، و «المنتظم» (٦/ ٤٣٦)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ١٢٦)، و «شذرات الذهب» (٣/ ١٦١).
(٤) «تاريخ الطبري» (٩/ ١٧٥)، و «المنتظم» (٦/ ٤٣٧)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>