للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: توفي أحمد بن عبد الحميد الحارثي، وعبد الله بن أسامة الكلبي، وأبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي.

***

[السنة الموفية سبعين بعد المائتين]

فيها: التقى المسلمون وقائد الزنج الخبيث، واجتمع مع الموفق نحو ثلاث مائة ألف مقاتل، فالتجأ الخبيث إلى جبّل، ثم تراجع هو وأصحابه إلى مدينتهم، فحاربهم المسلمون، فانهزم الخبيث وأصحابه، وتبعهم أصحاب الموفق يقتلون ويأسرون، ثم استقبل الخبيث هو وفرسانه، وحملوا على الناس فأزالوهم، وحمل عليه الموفق، والتحم القتال، وتطايرت الرءوس، ووجلت النفوس؛ وإذا بفارس قد أقبل ورأس الخبيث في يده، فلم يصدقه الموفق، فعرفه جماعة من الناس، فترجل الموفق وابنه المعتضد والأمراء فخروا سجّدا لله وكبروا، وسار الموفق فدخل بالرأس بغداد، وكان يوما مشهودا، وشرعوا يتراجعون إلى الأمصار التي أخذها الخبيث، وكانت أيامه خمس عشرة سنة.

وقال بعض المؤرخين: قتل من المسلمين ألف ألف وخمس مائة ألف، وقتل في يوم واحد بالبصرة ثلاث مائة ألف، وكان الخبيث خارجيا يسب عثمان وعليا ومعاوية وعائشة رضي الله عنهم، وقيل: كان زنديقا يتستر بمذهب الخوارج (١).

وفي هذه السنة: توفي أمير الديار المصرية والشامية أبو العباس أحمد بن طولون، وأبو محمد الربيع بن سليمان المرادي مولاهم المصري المؤذن، صاحب الإمام الشافعي، وأبو محمد الربيع بن سليمان الجيزي صاحب الشافعي أيضا (٢)، والإمام داود بن علي الأصبهاني الظاهري المشهور، والحافظ الحجة محمد بن إسحاق الصغاني، والقاضي الصالح بكار بن قتيبة الثقفي البكراوي.

قال بعض المؤرخين في بعض التواريخ: (وفيها-أعني هذه السنة-: وثب إسحاق بن محمد بن يوسف الجعفري على الفضل بن العباس الهاشمي والي المدينة، فقتله وأخرب المدينة، وانتقل عنها أهلها، وكان لا يسرج في المسجد مصباح) اه‍ (٣)


(١) «تاريخ الطبري» (٩/ ٦٥٤)، و «المنتظم» (٧/ ١٨٥)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٤٢٠)، و «العبر» (٢/ ٤٧)، و «شذرات الذهب» (٣/ ٢٩٤).
(٢) مر ذكر الخلاف في تاريخ وفاته في ترجمته (٢/ ٥٩٢).
(٣) انظر الحادثة في «تاريخ الإسلام» (٢٠/ ٢٢١)، وفيه: أنها كانت سنة (٢٧١ هـ‍).

<<  <  ج: ص:  >  >>