للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الأنباري: أنشدني ثعلب: [من الطويل]

إذا كنت قوت النفس ثم هجرتها ... فكم تلبث النفس التي أنت قوتها

ستبقى بقاء الضبّ في الماء أو كما ... يعيش لدى ديمومة البيت حوتها

قال الشيخ اليافعي: (هكذا حكاه ابن خلكان، والذي نعرفه:

............ أو كما ... يعيش ببيداء المفاوز حوتها) (١)

قال ابن خلكان: (قال أبو بكر بن مجاهد المقرئ: قال لي ثعلب: يا أبا بكر؛ اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغل أصحاب الفقه بالفقه ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو وليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة؟ قال: فانصرفت من عنده، فرأيت النبي صلّى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: أقرئ أبا العباس عني السلام وقل له: أنت صاحب العلم المستطيل.

قال أبو عبد الله العبد الصالح الروذباري: أراد أن الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل، وأن جميع العلوم مفتقرة إليه) (٢).

ولحق ثعلبا صمم، حتى كان لا يسمع إلا بعد تعب شديد، فخرج يوم الجمعة من الجامع بعد العصر وفي يده كتاب ينظر فيه في الطريق، فصدمته فرس فألقته في هوة، فخرج منها وهو كالمختلط، فحمل إلى منزله وهو يتأوه من رأسه، فمات ثاني يوم، وذلك في سنة إحدى وتسعين ومائتين.

١٣٥٩ - [هارون بن موسى الأخفش] (٣)

هارون بن موسى المعروف بالأخفش، مقرئ أهل دمشق، وصاحب ابن ذكوان.

توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.


(١) «مرآة الجنان» (٢/ ٢١٩)، والذي في «وفيات الأعيان» (١/ ١٠٣): .................. يعيش ببيداء المهامه حوتها
(٢) «وفيات الأعيان» (١/ ١٠٣).
(٣) «معرفة القراء الكبار» (١/ ٤٨٥)، و «تاريخ الإسلام» (٢٢/ ٣١٩)، و «العبر» (٢/ ٩٦)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٢٢٠)، و «بغية الوعاة» (٢/ ٣٢١)، و «شذرات الذهب» (٣/ ٣٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>