للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: توفي الحافظ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري صاحب «السنن»، والمقرئ المحدث إدريس بن عبد الكريم، والحافظ أبو الحسن أسلم بن سهل، والقاضي أبو حازم عبد الحميد بن عبد العزيز الحنفي، والإمام أبو العباس محمد بن أحمد الهروي، ويحيى بن منصور أبو سعيد الهروي، والإمام أحمد بن علي بن سعيد المروزي، والحافظ أحمد بن عمرو البزار، وأبو مسلم الكجي.

وفيها: قتل أبو الفضل جعفر بن إبراهيم بن أبي جعفر المناخي نسبة إلى ذي مناخ، واسم ذي مناخ: زرعة بن عبد شمس بن وائل بن الغوث، يرجع نسبه إلى قحطان، وجعفر هذا هو الذي ينسب إليه مخلاف جعفر، وقيل: إن المخلاف منسوب إلى جعفر مولى ابن زياد، وكان أبو الفضل جعفر المذكور قيلا على هذه الناحية هو وآباؤه، وقد تقدم لأبيه ذكر في العشرين الأولى من هذه المائة، وفي أيام جعفر بن إبراهيم هذا كان قيام علي بن الفضل القرمطي، وانتشار القرامطة في اليمن، ثم إن علي بن الفضل القرمطي كتب إلى جعفر بن إبراهيم كتابا يقول فيه: بلغني ما أنت عليه من ظلم المسلمين وأخذ أموالهم، وإنما قمت؛ لإقامة الحق وإماتة الباطل، فادفع لأهل دلال دية ما قطعت من أيديهم وأرجلهم، وكان جعفر قد قطع منهم على حجر بالمذيخرة ثلاث مائة يد، ثم إن علي بن الفضل سار نحو جعفر بن إبراهيم، فلزم له جعفر نقيل البردان، وقاتله هنالك، فانهزم علي بن الفضل وجموعه، وذلك في شهر رمضان سنة إحدى وتسعين ومائتين، ثم إن علي بن الفضل جمع جموعا كثيرة، وقصد المذيخرة بلد جعفر بن إبراهيم، فدخلها وأخذ حصن التّعكر، وانهزم جعفر إلى قرية القرتب من وادي زبيد، فأمده صاحب زبيد بجيش كثيف، فرجع جعفر بن إبراهيم يريد المذيخرة، فلقيه علي بن الفضل في جموعه بوادي نخلة، فقتل جعفر بن إبراهيم وابن عمه أبو الفتوح في التاريخ المتقدم ذكره، واستقوى علي بن الفضل، واستولى على بلاد المناخي، وجعلها مستقر ملكه (١).

***

[السنة الثالثة والتسعون]

فيها: عاثت القرامطة بالشام، وقتلوا وسبوا وبدّعوا بحوران وطبرية، ودخلوا السماوة، وطلعوا إلى هيت واستباحوها، ثم وثبت هذه الفرقة الطاغية على زعيمها


(١) «تاريخ صنعاء» (ص ٨٠)، و «بهجة الزمن» (ص ٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>