للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأغلقت الأبواب، ثم نزل الحسين بن حمدان بدار سليمان بن وهب، واستدعى ابن المعتز، وحضر الأمراء والقضاة سوى خواص المقتدر، فبايعوه، ولقبوه الغالب بالله، وقيل: الراضي بالله، وقيل: المرتضي بالله، واستوزر محمد بن داود بن الجراح، واستحجب يمن الخادم، ونفذت الكتب الخلافية إلى البلدان، وأرسلوا إلى المقتدر ليتحول من دار الخلافة إلى دار ابن طاهر فأجاب، ولم يكن معه غير مؤنس الخادم ومؤنس الخازن وخاله الأمير، فتحصنوا، وأصبح الحسين بن حمدان على محاصرتهم، فرموه بالنشاب، وصاحوا ونزلوا على حمية، وقصدوا ابن المعتز، فأوقع الله الرعب في قلوب الذين مع ابن المعتز، فانصرفوا من غير حرب، وقصد ابن المعتز سامراء؛ ليثبت بها أمره، فلم يتبعه كثير أحد وخذل، فنزل عن فرسه ودخل دار ابن الجصاص، واختفى وزيره، ووقع النهب والقتل ببغداد، وقتل بها جماعة من الكبار، واستقام الأمر للمقتدر، ثم أخذ ابن المعتز وقتل سرا، سلمه المقتدر إلى مؤنس الخادم فقتله وسلمه إلى أهله ملفوفا في كساء، وصودر ابن الجصاص، ثم ظفر بوزيره محمد ابن الجراح من بعده فقتل، وأصلح الحسين بن حمدان أمره، فبعث واليا على الموصل، فخرج بأهله وأولاده وأجناده وكراعه، وثبتت قاعدة المقتدر، فاستوزر أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات، فدبر الدولة كما يدبرها الخلفاء، ونشر العدل، واشتغل المقتدر بلهوه (١).

وفيها: توفي المحدث أبو جعفر محمد ابن حماد-كذا في «اليافعي»، وفي «الذهبي»: أحمد بن محمد بن حماد-والقاضي أحمد بن يعقوب، أحد من قام في خلع المقتدر احتسابا، ذبح صبرا، ومحمد بن داود بن الجراح الأخباري العلامة، صاحب المصنفات، كان أوحد زمانه في معرفة أيام الناس، كذا في «تاريخ اليافعي».

وفيها: توفي أحمد بن نجدة، وخلف بن عمرو العكبري، وأبو حصين الوادعي.

***

[السنة السابعة والتسعون]

فيها: توفي الحافظ ابن الحافظ ابن الحافظ محمد بن أحمد بن زهير بن حرب، كان أبوه يستعين به في تصنيف «التاريخ»، والشيخ الكبير أبو عبد الله عمرو بن عثمان المكي


(١) «المنتظم» (٧/ ٣٩٥)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٥٦٩)، و «العبر» (٢/ ١١٠)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٢٢٥)، و «شذرات الذهب» (٣/ ٤٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>