للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأيقن بالهلاك، وبعث العسكر في طلب الطبيب في كل جهة، فأدركه بعضهم بوادي السحول، فأرادوا لزمه، فامتنع وقاتلهم على نفسه حتى قتل.

وتوفي علي بن الفضل عقب ذلك في سنة ثلاث وثلاث مائة، وكانت مدة ملكه ومحنته تسع عشرة سنة، لا رحم الله مثواه، ولا بلّ بشيء من الرحمة ثراه.

وكان عنوان كتب علي بن الفضل: من باسط الأرض وداحيها، ومزلزل الجبال ومرسيها علي بن الفضل إلى عبده فلان. وكفى بذلك دليلا على كفره.

ولما علم أسعد بن أبي يعفر بموته .. خرج يريد المذيخرة، وكتب إلى أهل الجند والمعافر، فالتفت العساكر إليه، وكان لعلي بن الفضل ولد قد انضم إليه أهل مذهبه وتحصنوا بالمذيخرة، فأحاطت بهم العساكر مع أسعد بن أبي يعفر، ونصب المجانيق عليهم، ولم يزل محاصرا مصابرا لهم سنة كاملة حتى أخربها بالمنجنيق، ودخلها قهرا بالسيف، وقتل ولد علي بن الفضل، وسبى بناته، وكن ثلاثا، ففرقهن في رؤساء العرب، وانقطعت دولة القرامطة من مخلاف جعفر، ولم تزل المذيخرة خرابا إلى الآن.

١٤٢١ - [أسعد بن أبي يعفر] (١)

أسعد بن أبي يعفر الحوالي، أمير صنعاء.

كان موجودا في سنة ثلاث وثلاث مائة، ولم يترجم له الخزرجي.

١٤٢٢ - [أبو يعقوب المنجنيقي] (٢)

أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس بن موسى بن منصور الوراق البغدادي، نزيل مصر، المعروف بالمنجنيقي، نسبة إلى المنجنيق التي ترمى بها الحجارة.

حدث عن محمد بن أبي عمر العدني، وداود بن رشيد وغيرهما، وروى عنه النسائي فيما قيل، وأبو سعيد بن يونس.


(١) «السلوك» (١/ ٢٠١)، و «تحفة الزمن» (١/ ١٤٦)، و «تاريخ ثغر عدن» (ص ١٦)، و «اللطائف السنية» (ص ٤٩)، و «تاريخ حضرموت» للحامد (١/ ٢٨١).
(٢) «تهذيب الكمال» (٢/ ٣٩٢)، و «سير أعلام النبلاء» (٤/ ١٤١)، و «تاريخ الإسلام» (٢٣/ ١٣٧)، و «العبر» (٢/ ١٣٣)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>